تحويل هضبة الجولان إلى محمية طبيعية منزوعة السلاح وخاضعة للرقابة الدولية
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس إن الإدارة الأميركية تفحص إمكانية بلورة مبادرة جديدة للسلام بين إسرائيل وسورية، تكون في صلبها هضبة الجولان السورية المحتلة
كمنطقة "منزوعة السلاح"، وتحويلها إلى محمية طبيعية، ومعها منطقة غور الأردن، بحيث تكون مفتوحة أمام المواطنين السوريين والإسرائيليين.
وحسب الصحيفة، فإن القرار بإرسال سفير أميركي إلى دمشق وزيارة المبعوث الأميركي جورج ميتشل إلى سورية يهدفان إلى تهيئة الأجواء لاستئناف مسار المفاوضات السورية الإسرائيلية برعاية الولايات المتحدة وبمشاركة تركيا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الخارجية الأميركية قولها، "إننا مستعدون للتقدم في العلاقات مع سورية من خلال حوار مباشر ومستمر، وأحد السبل إلى ذلك تعيين السفير". وقال مصدر دبلوماسي كبير للصحيفة ان الإدارة الأميركية توصلت إلى الاستنتاج بان دمج سورية في المسيرة السياسية هو المفتاح للمصالحة الفلسطينية الداخلية والتي من دونها ستكون احتمالات التقدم في المسار الفلسطيني الإسرائيلي هزيلة.
وحسب مصدر الصحيفة، فان الأميركيين يعتقدون بان انشغال النظام الإيراني بالأزمة الداخلية خلق فرصة نادرة لخطوات تقرب سورية من الولايات المتحدة واستئناف المفاوضات مع إسرائيل، كما أن الرئيس المصري حسني مبارك شجع الرئيس أوباما لإدراج الرئيس بشار الأسد في المساعي المصرية للتوصل إلى تسوية بين حركتي فتح وحماس حتى الأسبوع الأول من الشهر المقبل.
وقالت الصحيفة، إن فردريك هوف، نائب المبعوث الأميركي جورج ميتشل والمسؤول نيابة عنه عن ملف سورية ولبنان عرض مؤخرا ورقة موقف اقترح فيها أن يتحول جزء هام من هضبة الجولان الى محمية طبيعية، تكون مفتوحة في ساعات النهار لزيارات الإسرائيليين والسوريين. وتضم المحمية الطبيعية التي طرحها هوف جزءا هاما من هضبة الجولان وجزءا صغيرا من غور الأردن، بما في ذلك الشاطئ الشمالي الشرقي من بحيرة طبريا، وحسب الخطة، يكون بوسع السوريين الوصول إلى البحيرة وإنزال أقدامهم فيها ، على أن تكون المنطقة منزوعة السلاح وخاضعة للرقابة الدولية بقيادة أميركية والانسحاب وتفكيك المستوطنات في الجولان يمتدان على عدة سنوات، بالتوازي مع خطوات تطبيع تتضمن وقف الدعم السوري لحزب الله وحماس وابتعاد تدريجي عن إيران.
وقال الدكتور يغئال كيفنيكس، الذي اكتسب خبرة في موضوع الحدود بين إسرائيل وسوريا، إنه سأل هوف لماذا كشف عن خطته رغم أنه عرف أنه مرشح لتولّي ملف سوريا، فرد قائلاً «إنه يريد أن يثبت أنه حتى قبل بدء المفاوضات تملك الولايات المتحدة حلولاً ممكنة للخلافات الأساسية بين إسرائيل وسوريا».
من جهة أخرى، فإن اللواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي أوري ساغي، الذي كان على رأس فريق المفاوضات بين إسرائيل وسورية بتكليف من حكومة إيهود باراك في مطلع العام 2000، قال قبل عدة أيام في محاضرة في القدس إن الرئيس بشار الأسد لا يبالغ بقوله انه يمكن اعتبار 80% من المسائل بين الدولتين محلولة.
وأشار ساغي إلى أن العقبة ليست الخلاف حول الترتيبات الأمنية أو المياه، بل حول خط الحدود. وكشف ساغي النقاب عن أن موقف السوريين من المفاوضات تغير بعد أن اكتشفوا انه في أماكن هامة، خطوط الرابع من حزيران أسوأ من ناحيتهم من خط الحدود الدولية، وحينها أعربوا عن استعدادهم للبحث في اقتراحات جسر المواقف من انعدام الوضوح للخط، وعلى رأسها اقتراحات اقامة "حديقة السلام" على جانبي الحدود، حسب مزاعم ساغي.
يذكر أن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان رفض امس أي وساطة يقوم بها بلد ثالث في أي مفاوضات سلام محتملة مع سوريا، وقال ان اسرائيل تريد مفاوضات مباشرة في أسرع وقت ممكن، بلا شروط مسبقة ولا وساطة.
واوضحت إذاعة الجيش الاسرائيلي ان وزير الخارجية رفض عرضا سوريا باستئناف المفاوضات غير المباشرة، نقله إليه نظيره الهولندي ماكسيم فيرهاغن الذي أنهى لتوه جولة في الشرق الأوسط.
في المقابل، أكد وزير الدفاع ايهود باراك خلال جلسة لمجلس الوزراء ان المفاوضات مع سوريا يجب ان تكون دوما على جدول أعمال الحكومة.
وقد أعلنت الولايات المتحدة رسمياً أنها قررت إعادة سفيرها إلى سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ايان كيلي، خلال مؤتمر صحافي، إن واشنطن أبلغت كلاً من السفارة السورية في واشنطن والخارجية السورية في دمشق أن «الإدارة قررت إعادة سفيرها إلى سوريا». وقال «نأمل المضي قُدماً مع سوريا من أجل دفع مصالحنا إلى الأمام عبر حوار مباشر ومتواصل»، مضيفاً «بالتأكيد أنتم تعلمون أن دور سوريا في المنطقة لا يزال يثير مخاوفنا، ونعتقد أن إحدى الوسائل لمواجهة هذه المخاوف هي أن يكون لنا سفير في دمشق». وتابع «هذا القرار يعكس اعتراف الإدارة بالدور المهمّ لسوريا في المنطقة ، نأمل أن تواصل سوريا أداء دور بنّاء لنشر السلام والاستقرار في المنطقة».
الله ينصر الجولان من أدين أعداء الاسلام يا رب