الحريري يجري استشاراته مع الكتل البرلمانية بهدف تأليف الحكومة
يواصل رئيس الحكومة المكلف في لبنان سعد الحريري استشارات تشكيل الحكومة مع الكتل البرلمانية التي بدأها صباح اليوم في مجلس النواب للاطلاع منها على مطالبها وطروحاتها وتقديم العروض لها للتفاهم بشأن تشكيل الحكومة
ووضع البيان الوزاري الذي ستنال على اساسه حكومته الثقة في المجلس النيابي.
وافتتح الحريري استشاراته مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ثم التقى الحريري نائب رئيس المجلس النيابي البناني فريد مكاري الذي قال ان "وجود الحريري في رئاسة الحكومة يمكن ان يشكل قيمة مضافة كبيرة على المستوى الوطني"، داعيا "لتأليف حكومة تتسم بالانسجام والفعالية وتراعي في الوقت عينه معايير المشاركة والوفاق"، لافتا "اللبنانيين يتوقعون من الحريري ان يقود حكومة تتعاون مع رئيس الجمهورية ومجلس النواب لاستكمال عملية الاصلاح وتوفير الحصانة المالية والمناعة النقدية ويتوقعون حكومة تعالج مشاكلهم وتحقق طموحاتهم".
كما التقى الحريري كتلة "التنمية والتحرير" من ضمن الاستشارات النيابية غير الملزمة، وبعد اللقاء قال عضو الكتلة النائب علي حسن خليل "عرضنا بعض الأمور الأساسية التي يهمنا أن يكون الرئيس منفذا لها وهي حكومة وحدة وطنية وتقوية الجيش واحتضان المقاومة واستكمال التعويضات لأضرار حرب تموز ودفع المستحقات لأصحاب الأملاك المشغولة من القوة الدولية وتحسين أوضاع الكهرباء وقانون انتخابي عادل وشامل يأخذ بالاعتبار النسبية"، واضاف الخليل "اكدنا ضرور متابعة الملف المتعلق باختفاء الامام المغيب موسى الصدر"، وتابع "هناك موضوع المياه وخصوصا سد العاصي ومشروع الليطاني اللذين على الحكومةالاهتمام بهما بأسرع وقت والتنقيب عن النفط لتسديد الديون المتوجبة على الخزينة".
واستقبل الحريري كتلة التغيير والاصلاح برئاسة العماد ميشال عون . واشار عون الى ان الجو في اللقاء كان ايجابيا مشيرا الى اننا دعونا الى شراكة حكومية فيها انصاف وفقا لأحجام محددة وواضحة في مجلس النواب.
الحريري استقبل بعدها كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد الذي اشار الى ان الكتلة اكدت في لقائها ان البلاد بحاجة ماسة لحكومة وفاق وطني وشراكة حقيقية للنهوض بواجب بناء دولة قوية وعادلة . وقال : طرحنا تفصيلا الشأن الحكومي وتركناه في عهدة الرئيس المكلف لنواصل البحث معه.
واشار رعد الى ان الكتلة عرضت موقفا مفصلا في شان حكومة الوحدة واعتبرت من ناحية اخرى ان اولوية الحكومة المرتقبة رفع الجهوزية لمواجهة المخاطر الاسرائيلية المتمادية والمشاريع التي تريد اخضاع لبنان والمنطقة واسقاط حق العودة واقامة دولة فلسطينية مسلوبة السيادة والمظاهر الديمقراطية. كما اكدت الكتلة بحسب النائب رعد على ضرورة معالجة الازمات المتفاقمة اقتصاديا واجتماعيا واقامة البنى التحتية وتأمين الاحتياجات الحياتية من كهرباء ومياه وقد شددت على ايلاء الاهتمام بشكل خاص بمناطق بعلبك الهرمل والمتن الجنوبي وجبيل وعكار وباقي المناطق المحرومة. كما ايدت الكتلة مبدأ اشراك المراة في العمل الحكومي وطرحت ضرورة تعزيز استقلالية القضاء وتفعيل التفتيش الاداري والعام وتنفيذ احكام مجلس شورى الدولة اضافة الى اقرار قانون انتخاب يحقق تمثيلا عادلا ويقوم على النسبية.
وقد ذكرت جريدة "السفير" اللبنانية اليوم نقلا عن اوســاط بارزة في كتلة "المستقبل" النيابية في لبنان ان "الحريري سيكون مستمعا اكثر منه متكلماً خلال الاستشارات مع الكتل النيابية وخاصة كتل المعارضة"، مشيرة انه "سيبدأ بعد ذلك في مراجعة الآراء وجوجلتها"، لافتة ان "اوساط الحريري تؤكد ان صيغة الثلث المعطل الواضح ليست واردة بأي حال لديه"، مضيفة ان "الحريري مستعد لمناقشة المعارضة في هواجسها وتقديم الضمانات او التطمينات المناسبة لها".
وفيما اكدت الاوساط القريبة من الحريري انه لن يعتذر لاحقا بأي حال من الاحوال عن تأليف الحكومة مهما كانت الصعاب التي ستواجهه، ودعت من "يعوّل على هذا الامر ان لا يضيّع وقته"، نبهت "مصادر قيادية في المعارضة الرئيس المكلف الى اخذ الحيطة والحذر من بعض حلفائه الذين يضمرون رغبة في إفشال مهمته ويعملون على توريطه في مواقف مرتفعة السقف وذلك من خلال محاولة الضغط عليه وإحراجه بالرفض العلني لصيغ الشراكة الفعلية ومن بينها الثلث الضامن او التمثيل النسبي بما يجعل هامش الحركة امامه ضيقاً.
وفي وقت تنشط فيه الاتصالات السياسية الداخلية والعربية العربية لتسهيل ولادة الحكومة العتيدة، برز في هذه الآونة موقف لرئيس "اللقاء الديمقراطي" النيابي في لبنان وليد جنبلاط الذي اعلن انه "لن يشارك في اي وزارة فيها كلمة عن الخصخصة في النقل العام او الضمان الاجتماعي او الخليوي او الكهرباء"، مضيفا "سنذهب في الاستشارات وسنرى النيات مسبقا من خلال البيان الوزاري"، منتقدا "شعار لبنان اولاً"، لافتا "لقد اصبحنا اليوم في التزمت والتقوقع وشعارات الكيانية الضيقة"، مشددا ان "لا معنى للبنان دون عروبة، دون فلسطين ودون الوحدة العربية الكبرى".
وبموازاة هذا الحراك السياسي الداخلي ينشط التحرك العربي العربي، فقد اكدت مصادر متابعة وجود اتصالات سورية سعودية مكثفة عنوانها الحكومة شكلا وبيانا واداء خاصة مع المحيط العربي.
وفي تدخل جديد في الشأن السياسي اللبناني الداخلي هدد رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتانياهو الحكومة اللبنانية وكل لبنان ضمنا، وحمل الحكومة المسؤولية في حال ما وصفها اي "عملية اطلاق نار من حزب الله تجاه اسرائيل".
وقال نتانياهو انه "اذا انضم حزب الله بالفعل الى الحكومة الجديدة في لبنان فستحمل اسرائيل هذه الحكومة المسؤولية عن اي عملية اطلاق نار يقوم بها حزب الله ضد اسرائيل بكل ما ينطوي على ذلك من معانٍ".