لكم الله يا غلابة مصر..فلا عزاء لكم..! بقلم د. صلاح عودة الله
ما أصعب ان يعيش الانسان غريبا ومضطهدا في بلده, وما أغربه من شعور أن نرى القانون يطبق على شريحة معينة من الناس ويتم استغلاله من قبل شريحة أخرى؟, انه لأمر قاتل أن يرى الانسان أنه لا قيمة لحياته وقد أفناها في اعمار وبناء بلده..كيف بالامكان السكوت
بخيرات بلدك والغالبية تموت جوعا وعطشا وتفتك بها الأمراض, ولا حسيب ولا رقيب؟. من منا لم يسمع عن قضية مقتل الممثلة اللبنانية سوزان تميم؟, لقد أصبحت هذه القضية الشغل الشاغل لكل وسائل الاعلام العربية وحتى الغربية المسموعة والمقروءة والمرئية..وحكمت المحكمة المصرية باعدام هشام طلعت مصطفى ومحمد السكري المتهمين بقتل سوزان في دبي في اواخر شهر تموز من العام الماضي.يذكرأن هشام مصطفى يعتبر من كبار رجال الأعمال المصريين وهو أيضا عضو قيادي في الحزب الوطني الحاكم ومن الأعضاء المعينين بقرار رئاسي في مجلس الشورى المصري. لنفرض جدلا أن هشام هو فعلا القاتل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة, ولا أريد هنا التطرق الى ما أوصله الى فعلته هذه وما هي علاقته بهذه الممثلة اللبنانية المثيرة للجدل بحكم علاقاتها الغرامية وغير الغرامية مع هشام وغيره, لكن في النهاية القاتل هو هشام والمقتولة هي سوزان..لقد تمت عملية القتل في دبي وصدر الحكم في مصر وعلى من؟, على هشام طلعت الملياردير والسياسي, وهنا توجد الكثير من علامات الاستفهام, نعم لقد صدر الحكم في مصر التي يقتل فيها أبناء الطبقة الكادحة والمغلوب على أمرهم وبدون حسيب أو رقيب. الكوارث الطبيعية كالهزات الأرضية تحدث في أي بلد ويروح ضحيتها البشر والحجرهي أمر من الله..ولكن ما مع الكوارث التي يسببها البشر ويروح ضحيتها المئات بل الالاف من الأبرياء؟. وبما أننا تطرقنا الى قضية سوزان وقاتلها المصري, فبودي أن أتطرق الى بعض الكوارث التي وقعت في مصر ولم نشاهد أية ضجة اعلامية رسمية لها شأنها في هذا الخصوص, وهنا يطول الحديث ولكنني سأكتفي بذكر بعضها. كثيرة هي حوادث القطارات في مصر ومن أهمها وأشهرها حريق قطار الصعيد في شباط 2002 والذي أودى بحياة المئات من العمال المصريين وهم في طريقهم لقضاء عطلة العيد مع أهلهم وذويهم, فوصلوا جثث هامدة بل محروقة من الصعب التعرف عليهم. من المعروف أن مصر تمتلك شبكة نقل حديدية ضخمة تضم مستويين مختلفين من نقل المسافرين أحدهما سياحى فاخر يقتصر على السائحين الأجانب والمصريين القادرين على تحمل تكاليفه والآخر هو قطارات قديمة بطيئة يتكدس فيها الركاب بأمتعتهم وعليهم أن يتحملوا مخاطرها لأنها تعتبر وسيلة النقل الوحيدة المتاحة لهم فى ظل ندرة الإمكانيات المادية وظروف المعيشة الشاقة. ولاتعير الحكومة أى إهتمام بتلك القطارات القديمة المتهالكة رغم أن الحوادث هى السمة الرئيسية لتلك القطارات وقد يرجع السبب إلى أن الحكومة ترى في مثل تلك الكوارث وسيلة مثلى للقضاء على مشكلة البطالة والزيادة السكانية. ومن الواضح أن الحكومة المصرية المبجلة تتعامل مع حوادث القطارات باعتبارها أمراً طبيعيا لايستحق الإهتمام أو المتابعة أوالتحقيق الفعلى مع كبار المسؤلين وإقصائهم عن مناصبهم ..ومن المؤكد أن السبب يرجع إلى أن الضحايا دائماً من غلابة وبسطاء الشعب حيث يتعامل النظام المصرى بمنهج"لاعزاء للغلابة"..وبالتالى أصبحت تلك الحوادث بمثابة خبر يومى لايلفت الإنتباة ضمن أخبار عدة فى صفحات الجرائد اليومية. إن القضية ليست قضية حوادث القطارات فقط ولكنها أبعد وأعمق من ذلك بكثير فالقضية هى المنهج الذى يتبناه النظام المصرى وهو أن من لايملك مال ونفوذ وسلطان ومن لاينتمى لأباطرة النهب لايحق له أن يأمل فى حياة آمنة كريمة..فنفس الحوادث بصور وأدوات مختلفة حدثت في بعض العبارات المصرية ومن أهمها حادث غرق عبارة "السلام 98 " في شهر شباط 2006 في البحر الأحمر والذي أودى بحياة أكثر من ألف مسافر, هذه العبارة التى أعلنت شركات التأمين المصرية رفضها لطلب مالكها بتوفير التغطية التأمينية وذلك لعدم صلاحيتها للنقل وذلك منذ حوالى عشرين عاما قبل غرقها. وفي أيلول 2008 وقع حادث الانهيار الصخري بمنطقة الدويقة الذي أسفر عن مصرع أكثر من مئة شخص ناهيك عن الجرحى, ولم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعة ولن يكون الأخير حسب رأي المتخصصين في هذا الصدد. وفي شهر أيلول عام 2008 شب حريق في المسرح القومي المصري، و يعد هذا المسرح شاهدا على تاريخ المسرح المصري على مدى قرن ونصف قرن من الزمان، فهو صرح ثقافي مسرحي له مكانته في مصر والعالم العربي، حيث شهدت خشبته أضخم الأعمال المسرحية في تاريخ المسرح العربي وذلك منذ افتتاحه قبل تسعين عاما.وقد نتج هذا الحريق من جراء ماس كهربائي تسبب في انفجار لوحة الكهرباء الرئيسية في المسرح الذي يغلب على مواد بنائه الخشب، وقد تزامن هذا الحريق مع الذكرى الثالثة لحادث حريق مسرح قصر الثقافة بمحافظة بني سويف والذي نتج عنه وفاة أكثر من خمسين شخصا.و هذه ليست المرة الأولي التي يحترق فيها المسرح القومي, بل تعرض لحريق سابق، وتم تدميره بالكامل منذ20 عشرين عاما تقريبا لنفس السبب وهو الوصلات الكهربائية العشوائية. هذه بعض الكوارث البرية والبحرية ولم يخلو الجو منها, فحوادث سقوط الطائرات أيضا كثيرة والأشهر هو حادثة سقوط طائرة مصر للطيران التي تحطمت أمام السواحل الأمريكية في تشرين أول عام 1999 وقتل في هذا الحادث أكثر من مئتي مسافر, وقد حمل الطيار المساعد جمال البطوطي مسئولية تحطيم الطائرة في المحيط الأطلنطي. نقول ان هشام طلعت يستحق العقاب فهو قاتل الممثلة سوزان, ونقول بأننا نحيي القضاء المصري"النزيه", ولكن أين هذا القضاء من كل الكوارث التي ذكرتها والتي كانت من صنع البشر؟,فهل حياة سوزان أغلى من حياة الالاف من الكادحين الغلابى؟, انه قضاء العهر والتعري..قضاء مسير لا مخير..والى سيادة رئيس مصر نقول:أين كان هؤلاء النواب والوزراء وكبار رجال الدولة ممن شهقوا حزنا وألما على رحيل حفيدك"رحمه الله", ألا يستحق ضحايا أبناء شعبك الكادحين ولو حتى الجزء البسيط من هذا النفاق؟..لقد تركوا عائلات الضحايا تبكي وتصرخ لوحدها وكأنهم لا انتماء لهم لفئة البشر وهم صناع وبناة مصر..وحتى الفضائيات استمرت ببث برامجها العادية والبعيدة كل البعد عن هذه الكوارث..انه فعلا زمن القحط والهوان يا سيادة الرئيس, أفلا تخشى صلوات أبناء شعبك وهم يدعون فيها عليك وليس لك, وهم يرون الملايين من أطفالهم يموتون من الجوع والتشريد والمرض, والكوارث التي سببها الاهمال البشري تحصد أرواح الالاف, وغياب القضاء ومحاكمة المسئولين وعقابهم, وليس هنالك من سائل أو مغيث؟. والى أبناء شعب مصر الأبية أقول:أنتم المذنبون, فلو كانت ضحاياكم كلها"سوزان" لما حصل لكم ما حصل, وحتى يكون الأمر كذلك, لم يبق الا أن أقول, لكم الله يا"غلابة" مصر..!.
” الى سيادة رئيس مصر نقول:أين كان هؤلاء النواب والوزراء وكبار رجال الدولة ممن شهقوا حزنا وألما على رحيل حفيدك”رحمه الله”, ألا يستحق ضحايا أبناء شعبك الكادحين ولو حتى الجزء البسيط من هذا النفاق؟”
أعجبتني مفردات هذه الجملة التي تحوي كبار وما كبار لكن أين كانوا هؤلاء الحسالة ( عفواً الكبار) حينما دخل رئيس الكيان الصهوني ليوقع اتفاقية التطبيع التي سلبت من المواطن العربي كرامته .. شرفه .. وانتهكة حرمته أين كان هؤلاء المهزلة حينما يصافح العدو أيادي أبناء الأمام علي وأبناء الامام الحسن والحسين أين حرصنا على تماسكنا الإسلامي والعربي إذا كانت الأعداء تنمو في أعشاش بيوتنا العربية … هذا كله يدل على أننا سنشهد جيل جديد من أبناء الخنازير وليس فلونزا الخنازير