السودان وتشاد يوقعان على اتفاق للسلام
وقع الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي ادريس دبي في العاصمة السنغالية داكار على اتفاق للسلام يهدف الى وضع نهاية لخمس سنوات من الاعمال العدائية بين بلديهما.
وينص الاتفاق الجديد الذي وقعه الرئيسان على هامش القمة الاسلامية المنعقدة في داكار على تفعيل الاتفاقات التي كان قد توصلا اليها في الماضي.
الا ان مراسلا لبي بي سي يقول إن الاتفاقات الخمسة السابقة التي ابرمها الطرفان اخفقت في مصالحتهما مع بعضهما، ولذا فإن القليلين فقط من المراقبين يتوقعون ان ينجح الاتفاق الجديد فيما فشل فيه سابقوه.
يذكر ان الطرفين طالما اتهما احدهما الآخر بدعم الحركات المتمردة التي تعمل لتقويض حكومتيهما.
وكانت تشاد قد اتهمت السودان بارسال ارتال من المتمردين التشاديين المسلحين تسليحا ثقيلا عبر الحدود قبل ساعات فقط من التوقيع على الاتفاق الاخير.
وقد حضر مراسم التوقيع على اتفاق السلام الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
اتهامات
وقد تعهد الطرفان بموجب الاتفاق الجديد، الذي اطلق عليه اسم اتفاق داكار والذي جاء نتيجة وساطة قام بها الرئيس السنغالي عبدالله واد، بتنفيذ بنود الاتفاقات السابقة المنهارة. ويدعو الاتفاق الى تشكيل مجموعة مراقبة تتكون من وزراء خارجية عدد من الدول الافريقية تجتمع شهريا للتحقق من عدم وقوع اية انتهاكات.
وجاء في ديباجة الاتفاق ان الزعيمين السوداني والتشادي اتفقا على "الحد من نشاطات المجموعات المسلحة ومنع استخدام اراضي البلدين لغرض زعزعة استقرار البلاد الآخر."
وكان السودان قد نفى في وقت سابق الاتهامات التشادية بأنه ارسل قوة من المتمردين عبر الحدود الى الاراضي التشادية يوم الاربعاء الماضي، قائلا إن الادعاءات التشادية "محض هراء."
ولم يتسن التحقق من صحة الاتهامات التشادية من مصادر مستقلة، حيث يصر المتمردون التشاديون على ان نشاطاتهم محصورة داخل الاراضي التشادية بينما قالت قوة حفظ السلام الاوروبية المنتشرة في المنطقة الحدودية بين البلدين إنها لم تلحظ اي تحرك مريب.
محاولة انقلابية
وكانت الاذاعة الحكومية التشادية قد اعلنت عن ان "عدة ارتال من المتمردين المسلحين تسليحا ثقيلا" قد اجتازت الحدود قادمة من السودان بالقرب من بلدة آدي.
الا ان التحالف الوطني التشادي المتمرد نفى ان يكون مقاتلوه قد اجتازوا الحدود.
وكانت حكومة الرئيس التشادي ادريس دبي قد اجهضت في الشهر الماضي محاولة انقلابية قام بها المتمردون.
وقد اتخذت الحكومة التشادية في الاسابيع الاخيرة سلسلة من الاجراءات الهادفة لمنع المتمردين من القيام بهجمات جديدة بما فيها حفر خندق يحيط بالعاصمة انجامينا وقطع الاشجار التي قد يستخدمها المهاجمون للتخفي.
وكانت الحكومة التشادية قد تمكنت بصعوبة من دحر المتمردين في الشهر الماضي بعد معارك استمرت يومين.
وكان الهجوم قد وقع قبل نشر قوة حفظ السلام الاوروبية المكلفة بمهمة حماية اللاجئين من اقليم دارفور السوداني في تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى.