العراق يدعو الى اجتماع “عاجل” مع سوريا وتركيا اثر تدني منسوب الفرات
غداد (ا ف ب) – دعت وزارة الموارد المائية في العراق الاثنين تركيا وسوريا الى اجتماع “عاجل” اثر تدني كميات المياه المتدفقة في الفرات الى 250 مترا مكعبا في الثانيةفي حين يحذر مسؤولون من تداعيات ذلك على الزراعة وغيرها.
وافاد بيان للوزارة انها تدعو الى "عقد اجتماع عاجل على مستوى الوزراء والخبراء للدول الثلاث مطلع آب/اغسطس المقبل لبحث موضوع تقاسم المياه المشتركة وتذبذب الايرادات المائية الواصلة الى العراق".
واكدت ان الكميات الواصلة الى العراق عبر الفرات في "منطقة حصيبة على الحدود مع سوريا ما تزال متدنية جدا" مشيرة الى ان "معدلات التصاريف للايام العشرة الماضية لم تتجاوز 250 مترا مكعبا في الثانية". وتابع ان "هذه الكمية غير كافية لتأمين المياه للزراعة والاستخدامات الاخرى".
وكانت الوزارة اعلنت اواخر الشهر الماضي ان تركيا زادت كميات المياه المتدفقة في الفرات بنسبة خمسين بالمئة لتصل الى 570 مترا مكعبا في الثانية، وهو المنسوب الذي يطالب به العراق لزراعة الارز في وسط البلاد وجنوبها.
واعلن وزير الموارد المائية جمال رشيد عبد اللطيف ان العراق بحاجة الى 500 متر مكعب في الثانية حدا ادنى لتأمين زراعة 50% من المساحات المخصصة لمحصول الارز وكذلك لاغراض الري والشرب.
وكان معدل تدفق المياه في النهر فور دخوله الاراضي العراقية 230 مترا مكعبا في الثانية في ايار/مايو الماضي قبل زيادته الى 360 مترا مكعبا. وقد طلب العراق من تركيا زيادة الكميات الى 700 متر مكعب في الثانية.
ويعقد وزراء المياه والري في سوريا والعراق وتركيا اجتماعات من وقت لاخر لبحث التعاون بين دولهم في هذا المجال.
وينبع نهرا دجلة والفرات من الجبال التركية. ويرويان العراق من الشمال الى الجنوب قبل ان يشكلا شط العرب الذي يصب في مياه الخليج.
وفيما يعبر الفرات سوريا قبل العراق، يمر دجلة بالعراق بعد عبوره الحدود السورية التركية لكنه يتلقى مياه روافد عدة تنبع في ايران التي اقامت سدودا على روافدها فيما يتهمها مسؤولون عراقيون بتحويل مسار بعض هذه الروافد الى الداخل الايراني بدلا من العراق.
من جهته، قال النائب عن حزب "الفضيلة" كريم اليعقوبي ان "التقارير الفنية تشير الى انخفاض حاد في في دجلة والفرات وخصوصا في الفرات حيث تدنت كميات المياه الى ادنى مستوى منذ اكثر من عام".
واضاف ان "السدود التركية المقامة على الفرات تحوي خزينا هائلا من المياه نظرا لكثرة المتساقطات من الامطار والثلوج".
واكد اليعقوبي "فشل كل المحاولات التي قام بها المسؤولون العراقيون لاقناع الجانب التركي رغم توقيع الحكومة اتفاقية الشراكة التجارية مع تركيا ويرفض مجلس النواب العراقي المصادقة عليها الا بعد تضمينها بندا يؤمن حصة العراق المائية".
بدوره، انتقد الشيخ جمال البطيخ عضو لجنة المياه في البرلمان عن قائمة "العراقية" اداء الحكومة في التوصل لاتفاق مع تركيا وايران بشان المياه.
وقال ان "وضع الحكومة دون المستوى المطلوب، ليس هناك ارادة سياسية (…) لم يعد الوضع في العراق محترما فالاستهانة وصلت الى حد استباحة المياه والحقوق فالاتراك يضربون عرض الحائط كل الاتفاقيات التي ابرمت". وتابع "يقطع الاتراك المياه للضغط سياسيا، في قضية حزب العمال الكردستاني وايران اغلقت ثلاثين رافدا يصب في العراق ما ادى الى جفاف مناطق زراعية بشكل كامل".
واقترح ان "تتحرك الحكومة لحل هذه المشكلة عبر منح استثمارات زراعية لتركيا على ضفتي دجلة والفرات، خصوصا انه سبق ان كان لها مثل هذه الاستثمارات ابان السبعينيات".
الى ذلك، قال قائمقام قضاء الجبايش في محافظة ذي قار الجنوبية كاظم ملك ان "مئة عائلة رحلت من الاهوار بسبب شح المياه مما يؤثر في معيشتها ومصادر رزقها المتمثلة ببيع الاسماك والقصب". واضاف ان "الجفاف بات يشكل تحديا حقيقيا لادراة القضاء وابنائه".
وفي هذا السياق، قال مدير ناحية الاصلاح شرق الناصرية علي حسين رداد ان "ثمانين عائلة تسكن هور ابو زرك غادت المنطقة المذكورة" مضيفا ان "العدد قابل للزيادة بسبب شح المياه".
من جهته، اوضح مقداد الياسري رئيس تعاونية المزارعين في المحافظة ان "قلة المياه في الفرات واهوار الجبايش اسفرت عن الغاء زراعة محصول الارز مما يلحق ضررا بصغار الفلاحين الذين يعتاشون على هذه الزراعة".
ونزح مئات السكان خلال نيسان/ابريل وايار/مايو الماضيين من اهوار الجبايش بسبب شح المياه ايضا.