العراق: مقتل سبعة إيرانيين في معسكر أشرف
قالت الشرطة العراقية إن سبعة ايرانيين لقوا مصرعهم وأصيب أكثر من ثلاثمئة آخرين فى عملية قامت بها القوات العراقية للسيطرة على معسكر أشرف الذي يؤوي المنشقين الايرانيين شمال بغداد.
وتشير التقارير الى استمرار الاشتباكات بين قوات الشرطة وسكان المعسكر الذى تديره جماعة مجاهدى خلق الإيرانية المعارضة.
ويقول مراسل البى بى سى فى بغداد إنه يبدو ان السلطات العراقيه تستجيب لرغبات ايران وتريد اغلاق المعسكر الذى كان يتمتع فى السابق بحماية القوات الأمريكية قبل انسحاب تلك القوات من المدن والبلدات العراقية الشهر الماضى.
كانت قوة قوامها نحو ألف عسكري وشرطي عراقي قد اقتحمت الثلاثاء المعسكر الواقع على بعد حوالي 100 كيلو متر شمال شرق بغداد، ويأوي قرابة 3500 إيراني من أنصار الحركة المذكورة، بينهم نساء وأطفال.
كان علي الدباغ، المتحدث باسم الحكومة العراقية، قد قال إن سلطات بلاده كانت تحاول أن تقيم مركزا للشرطة في المخيم، إلاَّ أن الأشخاص المتواجدين فيه يقولون إنهم كانوا يخشون أن يكون ذلك جزءا من عملية ترحليهم قسرا إلى إيران.
وفي أول رد فعل رسمي إيراني قال علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني إن بلاده ترحِّب بما أسماه "استعادة القوات العراقية السيطرة على معسكر مجاهدي خلق في العراق".
فقد نقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن لاريجاني قوله: "إن تحرك الحكومة العراقية موضع ترحيب، ولو جاء متأخرا."
من جانبه، طالب حسين صبحاني نيا، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، الحكومة العراقية بتسليم طهران من بحوزتها من عناصر مجاهدي خلق، "لمحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها".
في غضون ذلك، أدانت المنظمة الإيرانية المعارضة استهداف معسكرها ، واتهمت الحكومة العراقية بـ "تلقي أوامرها من طهران".
وأصدرت مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والذي يضم الحركة المسلحة لمجاهدي الشعب في إيران (مجاهدي خلق)، بيانا قالت فيه "إن هذا الاعتداء هو انتهاك فظيع وآثم للمواثيق الدولية وللتأكيدات والتطمينات التي كانت قد قطعتها الحكومة العراقية للولايات المتحدة بشأن حماية المقيمين في بلدة أشرف."
ودعت رجوي المجتمع الدولي للتدخل لمنع ما ما قالت إنه سيصبح "كارثة إنسانية"، وحثت الولايات المتحدة على تحميل حلفائها الإيرانيين المسؤولية عن أمن معسكر الحركة في أشرف.
وأضافت رجوي قائلة: "لقد حدث هذا الهجوم المروع بعد كل اللقاءات والتحقيقات التي أُجريت خلال الأشهر الماضية، وبعد حقيقة أن السلطات العراقية كانت قد قبلت بألاّّ يحدث ما هو منافٍ للقانون في أشرف."
وختمت بقولها: "وبعد كل هذا وذاك، تأتي هذه الغارة لتستهدف تنفيذ أوامر خامنئي (أي على خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية)، والذي يحاول عبر مهاجمة أشرف التعويض عن هزيمته النكراء بعد أن عجز عن قمع ثورة الشعب الإيراني."
وتأتي عملية اقتحام معسكر أشرف، بعد أشهر من التوتر بين القوات الحكومية والمقيمين في المعسكر من أنصار مجاهدي خلق.
كما تزامن الهجوم أيضا مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي، روبرت جيتس، إلى العراق والتي استمرت يومين واختتمت اليوم.
لكن الجنرال راي أوديرنو ، قائد القوات الأمريكية في العراق، قال إن القوات الأمريكية ليس لديها علم مسبق بما حدث.
يُذكر أن وجود منظمة مجاهدي خلق في العراق يعود إلى 22 سنة خلت، وكانت القوات الأمريكية قد جردت المخيم من السلاح عام 2003.
وتسلمت القوات العراقية مسؤوليات المنطقة المحيطة بالمعسكر العام الحالي في أعقاب تفعيل الاتفاقية الأمنية بين الجانبين العراقي والأمريكي.