كلمة الرئيس الأسد في ذكرى تأسيس الجيش لعام 2009
وجه السيد الرئيس بشار الأسد اليوم كلمة إلى قواتنا المسلحة عبر مجلة جيش الشعب في الذكرى الرابعة والستين لتأسيس الجيش العربي السوري قال فيها:
إخواني أبناء القوات المسلحة الباسلة ضباطا وصف ضباط وأفراداً وعاملين مدنيين..
أيها الساهرون على أمن الوطن والمواطن.. الذائدون عن مقومات العزة والكرامة.. المتجذرون في أرض سورية.
أحييكم تحية المحبة والتقدير.. وأقدم لكم جميعا أحر التهاني بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لتأسيس الجيش العربي السوري..مؤكداً ثقتي الكبيرة بكم وبقدراتكم على إضافة صفحات ناصعة إلى سجل جيشنا العقائدي الذي سطر معالم البطولة والتضحية والفداء.. وجسد الرجولة في أسمى معانيها.. والصمود في أبهى تجلياته.. معبراً عن نقاء انتمائكم وخالص ولائكم لهذا الوطن والأمة العريقة الضاربة بجذورها الحية في أعماق الحضارة الإنسانية.
لقد أكدتم دائما أيها الأخوة الاستعداد للانضمام إلى مواكب الشهداء والتضحية بكل غال وثمين في سبيل أداء الواجب المقدس خير أداء.. فبتضحيات الجيش والشعب كان الاستقلال من المستعمر تجسيدا لإرادة أبناء الوطن.
أيها الأخوة في القوات المسلحة ..
سورية قيادة وشعبا تشارككم فرحتكم بعيدكم وأنتم تساهمون في تفعيل القدرات الذاتية لهذا البلد المقاوم.. وقد أثبتت تطورات الأحداث صحة التوجه وصوابية النهج.. وسورية اليوم بفضل لحمتها الوطنية والتفاف الشعب والجيش حول قيادته أكثر تمسكا بثوابتها الوطنية والقومية وأشد تصميما على استعادة كل ذرة تراب وكل قطرة ماء.
نحن ننشد بحق السلام العادل والشامل ولكن الفرق كبير بين الدعوة الصادقة لإرساء أسس هذا السلام وفق قرارات الشرعية الدولية وبين القبول بالمطالب الإسرائيلية المتناقضة مع مقومات السلام تهربا من استحقاقاته.. فالسلام والاحتلال نقيضان لايمكن أن يجتمعا.. وعودة جميع الأراضي المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران أمر غير قابل للتفاوض أو المساومة.. والجولان العربي السوري سيبقى عربي اليد والوجه واللسان.. سوري الهواء والماء والأرض والإنسان.. وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم.
أيها الأخوة المقاتلون ..
لقد كانت قواتنا المسلحة وستبقى رمز وحدتنا الوطنية التي نعتز بها.. ونحرص على زيادة منعتها في مواجهة كل الشدائد.. وقد أثبتم أيها الرجال أنكم بجاهزيتكم ورفع وتائر تدريباتكم وصقل خبراتكم ومهاراتكم تعبرون عن إرادة هذا الشعب الأبي المعطاء.
كنتم وستبقون معقل الأمل وموئل التضحية وينبوع البذل والعطاء الذي لا ينضب لأن روافده تمتد لتدخل إلى كل بيت في سورية الأبية وشعبها الحي المقاوم الذي تسكنون وجدانه وضميره..هذا التمازج الخلاق بين الشعب والجيش هو النسغ الفاعل والمؤثر الذي تستمد منه السياسة السورية عوامل قوتها.
أهنئكم ثانية في عيد الجيش وأشد على أياديكم مقدرا عاليا تضحياتكم وسهركم على أمن الوطن وكرامة الأمة.
تحية لكم ولأسركم الكريمة..
تحية لأهلنا الصامدين في جولاننا الحبيب..
تحية الإجلال والإكبار لأرواح شهدائنا الأبرار قرابين الحرية والسيادة وقناديل الأمة التي تضيء درب الأجيال وهي تستعد لأداء دورها في تحقيق الأهداف والطموحات والآمال.
الله يحميك يا بشار الأسد الغالي