الحقيقة المحرّمة ( اليهود وأعوانهم أعداؤنا ) (3) ..بقلم حسن عثمان
ننتقل في هذا الجزء إلى توضيح تساوي مفهومي اليهودية والصهيونية والتأكيد على أنهما وجهان لعملة واحدة.وقبل هذا الأمر، أُذكّر بما تناوله مؤخراً رئيس حكومة العدو اليهودي عن يهودية الدولة وما طلبه من أهلنا في فلسطين حول الاعتراف
والتوقيع على يهودية وصهيونية الدولة والتنازل عن حق العودة كشرط أساسي لتحقيق السلام، ليكون ذلك مقبلات لنا قبل البدء بوجبتنا الأساسية.
حقيقة لا أعرف سبب العناد و التمسك بمفهوم الصهيونية ومحاولة فصله عن اليهودية كثقافة مغايرة تماماً لها. إن كان ذلك بصدد الخوف من العقاب الديني المترتب على ذلك كما يُخيل للكثير من رجال وعلماء الدين فهذا هراء و حيلة وخداع وتم معالجته في الجزء الثاني من كتابتنا هذه. أمّا أن يكون السبب هو بعدم الاعتراف بوقوعنا في شرك مصطلح الصهيونية وتصدّره لشعارات العالم العربي منذ اختلاق الكثير من كياناته وبدء ظهور الإقطاع السياسي الذي رافق زوال الاستعمار الغربي من بعد الاحتلال العثماني، وعدم التحلي بالقوة الكافية فيما بعد( وبعد أن انجلت حقيقة اليهودية كثقافة وفكر منتشر ومتوغل بين الكثيرين في أرجاء العالم) ليؤكدوا على أنه لا يوجد فرق ما بين الصهيونية واليهودية ، فالاعتراف و ما سيترتب على ذلك أخف وطأة من الاستمرار في الترويج لابتعاد اليهودية عن الصهيونية ونشر هذه الثقافة الخاطئة والتي لا تخدم إلا اليهود في استمرا سرقتهم لفلسطين و الاستيلاء على غيرها فيما بعد من كيانات الأمة السورية. أما بالنسبة للغير الذين لم نشملهم بالتصنيف السابق سنقوم ولأجلهم خصوصاً بالتوضيح (ولم َ لا) وهم الذين يعتمدون على غيرهم من كبار السياسيين ( حكام ورؤساء وغيرهم ) ورجال وعلماء دين في التفكير عنهم وتشريع المصطلحات والقوانين ووو ….. اللازمة لحياتهم كما يرون هم ذلك طبعاً !؟.
ثالثاً: فصل اليهودية عن الصهيونية:
لقد تمكن اليهود من خلال شيوع فكرة ابتعاد الصهيونية عن اليهودية من اختراق عدد لا بأس به من الأشخاص في العالمين العربي والإسلامي خاصةً، والعالم أجمع عموماً، و من ثم كسب ودّهم وتعاطفهم والوقوف معهم من حيث لا يدرون. حيث إنّ من يصرّون على تسميتهم بالصهيونية وكفى، هم أنفسهم من تمت دعوتهم إلى حوار الأديان السماوية في العام 2008 وتكرر الموضوع والدعوة نفسها في العام 2009. فكيف ولماذا حدث ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟.
فكما نلاحظ أنّ من يحتمي بعنوان وخرافة العداء للسامية هم أنفسهم من نعمل على نعتهم بالصهيونية فقط، وفي المقابل هم أنفسهم الذين يدافعون عن وجودهم تحت عنوان اليهودية ويقبل الكثير من العالم معهم على هذا الأساس.فكيف لنا إذاً أن نفرّق بين اليهودية والصهيونية…؟؟. إنّ من شارك ويُشارك في مؤتمر حوار الأديان السماوية هم نفسهم الذين قتلوا وأبادوا وسحقوا ودمروا قًرى عن بكرة أبيها في لبنان وفلسطين وشردوا الملايين، وبالنهاية يأتي من يدعوهم (آل سعود) ومن يُحييهم ( شيخ الأزهر)، ومن يشد على أياديهم (بابا الفاتيكان)، تحت مُسمى اليهودية السماوية، وهم أنفسهم من أساء ويُسيء باستمرار لرموز الديانتين المحمدية والمسيحية، وذلك من منطلق كونهم أصحاب ديانة يهودية ( طبعاً كما يرونها أنفسهم)، وبعد ذلك كله نُصر على تسميتهم بالصهيونية وكفى…!!!
لقد اختلط علينا الأمر، ولم نعد قادرين على التفريق بينهما (الصهيونية واليهودية)، أو بالأحرى التراجع عن مصطلحات ظهرت مع بداية مشوار الإقطاع السياسي. وهذه ليس إلا تأكيداً على امتزاجهما ( اليهودية والصهيونية)، وحقيقة عدم تباعدهما و عدم استقلالهما الواحدة عن الأخرى.
إذا عدنا إلى تاريخ بداية الحركة الصهيونية سنجد أنّ البابا بيوس العاشر لم يُميز بين اليهودية والصهيونية، وتحدث إلى هرتزل سنة 1904 موضحاً موقف الكنيسة الكاثوليكية من الحركة الصهيونية حيث لم يُباعد بين الصهيونية واليهودية، إذ عبّر عن ذلك بقوله : "لا أستطيع أبدًا أن أتعاطف مع هذه الحركة فنحن لا نستطيع أن نمنع اليهود من التوجه إلى القدس، ولكن لا يمكننا أبدًا أن نقرّه. إنني بصفتي قيِّمًا على الكنيسة، لا أستطيع أن أجيبك في شكل آخر، لم يعترف اليهود بسيدنا، ولذلك لا نستطيع أن نعترف بالشعب اليهودي."
وتابع البابا ليقول في نفس اللقاء ".. أما أن يظل اليهود محتفظين بمعتقدهم ينتظرون مجيء المسيح، والمسيح عندنا قد جاء وتمت بعثته للبشر، في هذه الحالة نعتبر اليهود منكرين للاهوت يسوع المسيح، ولا مجال هنا لمساعدتهم لا في فلسطين ولا في غيرها..". والحديث عن سبب التغيير الجذري في أقوال و مبادئ الكنيسة فهذا بحث منفصل، وللاطلاع على هذا الموضوع يمكنكم مراجعة بيان الحزب السوري القومي الاجتماعي. ( ملحق بيان عمدة الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي\ الفاتيكان بين الأمس واليوم \ 15 أيار 2009).
وكما هو ثابت في التاريخ الحديث عن ارتباط اليهودية والصهيونية كذلك التاريخ المعاصر يثبت ذلك وفي أحدث وأقوى دليل مرتبط بهذا الموضوع. حيث ماذا يمكننا أن نقول ونوضح ونشرح بعد مشروع حزب أفيغدرو ليبرمان (إسرائيل بيتنا) الذي تقدم به للكنيست و الذي يُلزم كل فلسطيني في الأرض المحتلة بالإقرار والاعتراف بيهودية و صهيونية الدولة العبرية. ولا يتأخر نتانياهو بتبني المشروع وإعلانه واعتباره شرطاً للمفاوضات ومفتاحاً لعملية (( السلام )).
أرجوكم متى سننهض من سباتنا ونقلع عن شخيرنا .أليست الجمعيات اليهودية في جميع أنحاء العالم هي من تعمل على تمويل ودعم من ننعتها بالصهيونية دون اليهودية ؟؟.أليس من يُلاقي دعم كل اليهود في العالم هم أنفسهم من ننعتهم الصهاينة؟؟، أليس مؤخراً من دعا البابا إلى مصالحتهم والكف عن مقاومتهم وعدم ذكر جرائمهم، وإشادته بعمق الروابط معهم كيهود طبعاً( مزوراً كل حقائق التاريخ والحاضر) هم نفسهم من نصر على نعتهم بالصهيونية وتبرئة اليهودية منهم. ولماذا لا أدري؟؟ إذاً كيف يمكننا أن نميز ونفرّق ونباعد بين اليهودية والصهيونية.
يحاول البعض أن يُبرهن على تباعد الصهيونية واليهودية بالإشارة إلى مجموعة قليلة تعارض قيام وطن يهودي في فلسطين وتمنع الهجرة إلى فلسطين المحتلة. هل تساءل هذا البعض عن السر في ذلك ؟. وهل صحيح ما يقومون به هو حباً بفلسطين وأهل فلسطين ، و هل هذا الأمر هو من صلب اليهودية السمحاء التي تحاول المرجعيات الدينية الإسلامية ( المحمدية والمسيحية ) إظهاره للعوام ؟!!!؟.
أعزائي هل بحثتم في ثقافة هذا الجماعة اليهودية قبل أن تحكموا علينا بعدم التمييز بين اليهودية كدين و الصهيونية، وقبل أن تحكموا على هذه الجماعة بكل ما يروق لكم من كلمات الشكر و…. والذي جلّه ينم عن جهل بثقافة الغير، أو بالأحرى تبرير تقاعسكم وتخاذلكم حتى في مجرد محاربة الثقافة اليهودية بالوعي والمنطق والحكمة وليس بحمل السلاح و محاربة الاحتلال اليهودي…؟؟
أخوتي إنّ هذا التعارض بين مجموعات يهودية تسكن أمريكا وغيرها من دول العالم، واليهود في فلسطين المحتلة قائم على اختلافات دينية ناجمة عن عدم التوافق في تفسير وتأويل بعض النصوص والوصايا الإلهية حسب زعمهم. فهناك من يجد بالعودة اليهودية تطبيقاً للوصية الإلهية وتبشيراً بالمسيح المنتظر، وآخرون يرون في الهجرة إلى فلسطين عصياناً للوصية الإلهية حيث يعتبرون أنّ الشتات هو عقاب إلهي لا يجوز تجاوزه إلا برحمة إلهية لم تأتِ بعد.أي أنّ الثقافة اليهودية وإن تعددت توجهاتها فهي واحدة وجميعها تنهل من التوراة والتلمود الموضوعين بأيديهم، وبما يتناسب وعنصريتهم وهمجيتهم.( أستغرب من كثير من الباحثين في الشأن اليهودي من تجاهلهم لهذه الحقيقة ؟!.).حيث نجد أنّ من يدعم من اليهود فكرة الوطن القومي في فلسطين كالحركة الصهيونية مثلاً، تدعم رأيها بما جاء في سفر ( عفوده زاره في التلمود ) على سبيل المثال " ينبغي ألا تؤجر البيوت لغي اليهود في أرض يسرائيل ، ناهيك الحقول ". مثال آخر : " من يقيم خارج أرض يسرائيل هو مثل إنسان بدون إله " ( كتوبوت . 11 ب). أما من يُعارض فكرة العودة والهجرة إلى فلسطين من اليهود أيضاً يستندون إلى نفس التوراة والتلمود في خيارهم هذا وهذا ما أكده أحد الحاخامات مستشهداً على ذلك بسفر آرميا من التوراة( 22:27) وكذلك من التلمود " إن من يعيش في بابل كأنه مقيم في أرض يسرائيل " ( كتوبوت .111 أ ). ( اليد الخفية – عبد الوهاب المسيري).
إذاً ما هو مؤكد أن جميع اليهود ذوي ثقافة واحدة مستلهمة من التوراة والتلمود، بكل ما يحويانه من أفكار غير أخلاقية وغير إنسانية، أفكار فوقية ودموية وهمجية كنا تطرقنا لها في الجزأين الماضيين.
كذلك يقوم البعض بالإشادة بمواقف بعض الكتاب اليهود وبالرغم من عدم إنكار هؤلاء الكتّاب للحق اليهودي في وطن لليهود في فلسطين، وكل ما يتحدثون به مرتبط فقط بما يجب أن يكون عليه نظام الدولة المقامة على أرض فلسطين المحتلة، والساعين لأن يكون شبيه بأي نظام أوروبي. فإذا أخذنا على سبيل المثال الكاتب إسرائيل شاحاك المتصدر لقائمة المُشاد بهم من كتّاب اليهود على الساحة في العالم العربي والإسلامي سنجد أنّ كتاباته لا تتطرق إلى احتلال فلسطين، ولم يُفكر قط في الدفاع عن الفلسطينيين من حيث إخراج اليهود من أرضهم وإنهاء الاحتلال. ما يُشير إليه الكاتب يدور حول العنصرية اليهودية ( والتي لا يستطيع أحد أن يُنكرها) وكذلك نظام الدولة الغير ديمقراطي، فهو إذاً يتحدث كمواطن يسعى لترسيخ وتوطيد الدولة من تفكير ومنطلق مغاير للفكر والتوجه السياسي الحالي في فلسطين المحتلة، والذي برأيه يضمن استمرار و ورسوخ و بقاء الدولة لفترة أطول. أي أنّ الكاتب إسرائيل شاحاك مؤمن بقرارة نفسه بالحق اليهودي في فلسطين ودفاعه عما يتكلم به حول عدم التمييز ما بين اليهود و من يسكن فلسطين هو من باب استمرار وبقاء اليهود في فلسطين، والذي يؤكد على زوالهم ( اليهود ) إذا استمروا في نفس السياسة.ويؤكد الكاتب وكما غيره من المُشاد بهم في العالمين العربي والإسلامي على أنّ النهج المتبع في إسرائيل خصوصاً وبين اليهود عموماً هو تطبيق للتاريخ والوصايا التوراتية والتلمودية، إذاً الكاتب يؤكد على امتزاج و تداخل كل من اليهودية والصهيونية ولا يُباعد بينهما. وهذا ما يحاول قرّاء الكاتب في العالمين العربي والإسلامي تجاهله وعدم ذكره وبالرغم من كتابتهم له في مؤلفاتهم. فإسرائيل شاحاك يؤكد في كتاباته على ذلك ويذكر أنه عند سماعه لخطاب بن غوريون عام 1956 والذي أكدّ فيه بن غوريون أنّ غاية حرب 1956 هو استرجاع الحدود التاريخية لمملكة سليمان، وما ناله هذا الكلام من تأييد ، يؤكد بشكل واضح أنّ السياسة الإسرائيلية تعتمد في حركتها على العقيدة اليهودية بالدرجة الأولى. يعني هذا إنّ الصهيونية هي التطبيق العملي للثقافة والعقيدة اليهودية ( القلم الجريء " مفكرون غربيون ويهود انتقدوا الصهيونية" 2003 ). كما يؤكد هذا الامتزاج الكاتب اليهودي أيضاً الفريد م.ليلينثال ونجد ذلك بتساؤله الذي أبداه في كتابه (علاقات صهيونية:ما هو سعر السلام) عندما قال : " ما دور الصهيونية في صراع الشرق الأوسط؟ وما الفارق بينها وبين الديانة اليهودية إن كان هناك فوارق ؟.
أيضا بماذا يمكننا أن نفسر وجود معاهد دينية عسكرية في دولة ( اليهود ) والتي يبلغ عددها ما يقارب اثنين وأربعين معهد يتم توجيهها من قبل الحاخامات والتي يدخلها اليهود المتدينين الراغبين بالالتحاق بالجيش. إنّ الغاية من قيام هذه المعاهد هو التشديد والتأكيد على تلازم المسار الديني مع مهمة المشروع الصهيوني. وأنّ الروحية القتالية تُستمد من العقيدة التوراتية. وهذا ما أكده كبير حاخامات القادة المتدينين عندما أفتى بإباحة قتل الفلسطينيين استناداً إلى العقيدة التوراتية والوصية التوراتية " اذكر عدوك وأبده " ( معاريف 28 \ 3 \ 2005 )
لقد كنا طلبنا في مقال سابق من المدافعين عن عدم اتحاد اليهودية والصهيونية وتباعدهما، أن يطرحوا سياسة ومنهج و أهداف الصهيونية، لنقدم لهم من جانب آخر ما يُطابق ذلك من كتاب التوراة ( العهد القديم ). نعود الآن لنطرح ما طرحناه سابقاً ولكن هذه المرة سنوضح أحد أهم أهداف الصهيونية الرئيسية وسنقدم ما يُطابقه من كتاب التوراة لعلّ الحقيقة تنجلي للجميع.
الهدف الرئيسي للصهيونية كما تعرفون هو إقامة وطن قومي لليهود تتراوح حدوده بالأقل ما بين الفرات والنيل ( هذا ما دعا إليه حديثاً نتانياهو، وسبقه إلى ذلك من تناوب على رئاسة الحكومة اليهودية ، مثل بن غوريون الذي أكدّ على ذلك مراراً 1949، 1950، 1956 " "ليفهم الجميع أن إسرائيل قد قامت بالحرب، وإنها لن تقنع بحدودها. وان الإمبراطورية الإسرائيلية سوف تمتد من النيل إلى الفرات " وثيقة الصهيونية – جورجي كنعان 1977) . كذلك شارون في مؤتمر لحزب الليكود اقترح اعتبار الحدود التوراتية هي السياسة الرسمية في إسرائيل ( القلم الجريء " مفكرون غربيون ويهود انتقدوا الصهيونية" 2003 ).أيضاً ليفي اشكول 1964 " إن الأرض التي تملكها دولة إسرائيل لا تغطي في الحقيقة سوى ٢٠ في المائة من فلسطين التاريخية "( وثيقة الصهيونية – جورجي كنعان 1977).
ما يُطابق ذلك في التوراة ما يلي :
سفر يشوع ( 1: 3،4) " كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى من البرية و لبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع ارض الحثيين و إلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم ". سفر التكوين ( 15: 18) " في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقا قائلا لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات " ( 17:8 ) " و أعطي لك و لنسلك من بعدك ارض غربتك كل ارض كنعان ملكا أبديا و أكون إلههم "
هنا لا يوجد مجال للشك في أنّ الروحية الصهيونية مستمدة بكاملها من العقيدة اليهودية ( التوراتية والتلمودية ). فإذا وصفنا الصهيونية بالنار المستعرة فاليهودية هي وقودها وبالسيطرة على هذا الوقود يتم السيطرة على اليهودية، والمقصود بالسيطرة هنا السيطرة الفكرية والثقافية المتمثلة بالوعي " القومي " .
بالإضافة لذلكً كنا قد ذكرنا كثير من الصفات والوصايا الموجودة في التوراة في الجزء الأول والثاني من بحثنا هذا ويمكن مقارنة هذه الصفات العنصرية والهمجية والفوقية الإنسانية والدموية الموجودة في كتاب التوراة مع ما جرى ويجري في لبنان وفلسطين من قبل اليهود وما تحدث به القادة اليهود على مر تاريخهم ( حقيقة التطرق لهذا الموضوع يتطلب صفحات تتجاوز حدود مقالنا هذا).
ما نقوله أنه عند تطرقنا لليهود واليهودية فليس المقصود حديثنا عن الديانة السماوية ( ولقد تحدثنا بذلك
سابقاً ). إنّ اليهودية هي عبارة عن ثقافة وكنيس، وهي بعيدة كل البعد عن الديانات السماوية، وحتى الإنسانية ( الأخلاقية)، كما أننا بنفس الوقت لا ننكر الصهيونية.لكن يمكننا أن نقول بعبارة أخرى وباختصار شديد: اليهودية ما هي إلا روح وقلب الصهيونية، والصهيونية هي البعد التنفيذي والسياسي، والوسيلة المنفذة للمشروع اليهودي، لذلك لا يمكن الفصل بينهما انفصال مباعدة، ولا يمكن اعتبار الصهيونية فكر ونهج وثقافة مستقلة عن اليهودية.
ويمكننا أن نستدل على تعريف اليهودي من خلال قراءة المفكر الاجتماعي السوري انطون سعادة الذي يُعتبر من أوائل المتنبهين للخطر اليهودي على الأرض السورية خصوصاً وبقية أمم العالم العربي عموماً.
"لم يقم قَطّ نابغة يهودي تمكّن من أن يغرس في قلوب اليهود صفة التقرّب من الشعوب الّتي يعيشون بينها والتضامن معها في أعمالها الاجتماعية والعمرانية، ظلّ اليهود بنوابغهم كاليهود بلا نوابغهم، يعيشون كالحلميات آخذين من قلب النهضة الاجتماعية بلا مقابل. أفبعد هذا يتذمّر اليهود من اضطهاد الشعوب الحيّة لهم ؟ " ( من مقال القضيّة القومية الصهيونية وامتدادها، شباط1925 ).
الآن وبعدما قمنا بتوضيح أحد عناصر الحقيقة المحرّمة ( اليهود وأعوانهم أعداؤنا ) من خلال ثلاثة أجزاء منفصلة، ودافعنا مُسبقاً عن التهم التي ستوجه إلينا والتي أصبحت بُعبعاً لكل مواطن في العالم العربي عموماً وكيانات الأمة السورية خصوصاً، بالإضافة لمعظم سياسيّ وكتّاب العالمين العربي والإسلامي وحتى الغربي، نعود ونؤكد وسنستمر في التأكيد على أنّ هؤلاء اليهود ( الذي أصبح الكثيرين يحاول الدفاع عنهم بنية طيبة منجراً وراء حاكمه أو ما يسرده له شيخه وأباه الديني ، ومنهم من يُدافع بنية غير طيبة مشبعة بالمصلحة الفردية وفاقدة للغيرة القومية والوطنية والدينية كذلك) والذي أثبتنا فسادهم من خلال الإشارة إلى ماضيهم، الذي لا ينكروه حتى، وحاضرهم الذي لا يمكن نكرانه والتغاضي عنه إلا من قبل كل نفس مريضة منحطة. نؤكد على أن اليهود هم أعداؤنا الحقيقيين في منطقتنا شاء الغير أم لم يشأ ( وسنتطرق لهذا الغير في الجزء الرابع لمقالنا)، إذ يُمثل هذا الغير العنصر الثاني للحقيقة المحرّمة). نؤكد أيضاً على أنهم( اليهود طبعاً ) هم الذين يقاتلوننا ليغتصبوا كامل أرضنا، وهم من يقاتلنا في ديننا وليس كما يحاول بعض رجال وعلماء الدين تصويره لنا، والتشجيع على الاقتتال الداخلي الطائفي والمذهبي محاولين( رجال الدين) إبعادنا عن علم أو جهل عن حربنا الحقيقية المقدسة والتي لا تحمي ديننا فقط وإنما وجودنا وثقافتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا والتي هي حربنا مع اليهود.
ونستمر لنؤكد على أنّ اليهود هم عدونا الأول في قيام الأمة السورية، ونؤكد أنهم أعداؤنا في منع تحقيق الأمة السورية لجبهتها العربية مع جيرانها من أمم العالم العربي، ونؤكد أنهم أعداء العروبة وأعداء من يؤمن بها، ونؤكد أنهم هم من يسعون لتمزيقنا لكيانات أكثر مما نحن عليه، أو ليحافظوا بالحدود الدنيا على كياناتنا المقسمة والمشتتة في أرجاء العالم العربي (والتي لا يمثل أي منها أي وعي قومي وإنما تُمثل وعي شخصي فردي طائفي ومذهبي) وكل ذلك تحت نظر الغرب أعوان اليهود.
يتبع …..