انتهاء التصويت في الانتخابات التشريعية الإيرانية
أعلن في ايران عن اغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعة الايرانية. وكانت وزارة الداخلية الايرانية قد أعلنت مرتين تمديد الاقتراع في هذه الانتخابات التي قال مراسل بي بي سي في طهران إنها لم تشهد اقبالا كبيرا.
وكان كبير مسؤولي الانتخابات في ايران قد أعلن أن الاقبال قد تجاوز نظيره في الانتخابات السابقة ووصفها بأنها انتخابات "مجيدة". إلا أن الخدمة الفارسية في بي بي سي قالت إنها علمت من الناس داخل ايران أن نسبة الاقبال على التصويت ضعيفة.
ويتوقع أن يتمكن معسكر المحافظين في ايران من الفوز في هذه الانتخابات وذلك بعد ان منع العديد من معارضي الرئيس محمود احمدي نجاد من حق الترشيح.
وكانت السلطات الايرانية قد دعت الناخبين الى التصويت بكثافة، وذلك من أجل توجيه رسالة تحدي إلى الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تقول انها معادية لايران.
الا ان مراسل بي بي سي في طهران قال إن الكثير من الايرانيين قد يمتنعون عن الادلاء باصواتهم بسبب انعدام الخيارات المتاحة لهم.
ومن جهة أخرى شككت الولايات المتحدة في نزاهة الانتخابات وقال شون ماكورماك الناطق باسم البيت الأبيض إن "النتائج يتم "تزويرها" بعد أن تم استبعاد الذين كان من الممكن أن يصوت الشعب الايراني لصالحهم".
يذكر ان نتيجة هذه الانتخابات سترسم الخارطة السياسية في ايران قبيل الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها العام المقبل.
ويقول مراسلنا جون لاين إن السؤال الوحيد هو الكيفية التي سيتقاسم بها المحافظون المقاعد البرلمانية فيما بينهم، وذلك بعد منع معظم معارضي الرئيس احمدي نجاد من الترشيح.
استسلام
وحسبما يقول مراسلنا يبدو ان معسكر الاصلاحيين قد رضخوا للأمر الواقع بعد أن منع عدد من رموزه من الترشيح بحجة ضعف ولائهم للقيم الاسلامية.
ويشكل هؤلاء كتلة من نحو 1700 شخص منعوا من ترشيح أنفسهم من طرف مجلس تشخيص مصلحة النظام وهو كيان غير منتخب مكون من رجال دين ومحكمين يفحصون أوراق المتقدمين للترشيح.
وقد نفى المجلس أن يكون منحازا.
وتشير توقعات المحللين الى ان الفائزين الحقيقيين في هذه الانتخابات سيكونون أعضاء سابقين في الحرس الثوري الذين قد يحلون محل رجال الدين بوصفهم القوة الاكثر تأثيرا في مجلس الشورى.
كما سيكون من شأن صعود جيل جديد من المتشددين تعزيز موقف المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي.
ويقول مراسلنا إن تأثيرات تصاعد الثقة بالنفس في صفوف المعسكر المحافظ ستظهر على شكل مواقف اكثر تشددا في مجال السياسة الخارجية بوجه عام وفيما يخص الملف النووي الايراني على وجه الخصوص.
ويقول المحللون إنه من غير المرجح ان تتجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات الـ 50 في المئة في عموم البلاد، بينما يتوقع ان تكون في العاصمة طهران اقل بكثير.
عدم وضوح
ويقول مراسلنا إن التأثير المحتمل لزيادة ثقة المحافظين سيؤدي إلى تقلص فرصة التوصل إلى تسوية بشأن الملف النووي الايراني، والميل إلى تبني سياسة خارجية أكثر تشددا.
ويخوض الانتخابات التشريعية نحو 4500 مرشح في عموم ايران، يتنافسون على شغل 290 مقعدا العدد الكلي لمقاعد البرلمان.
ويعتقد أن الاصلاحيين سيسعون إلى الاحتفاظ بحوالي 40 مقعدا يشغلونها في الوقت الحالي.
ورغم أنهم يشككون في نزاهة الانتخابات إلا أنهم دعوا الناخبين الايرانيين البالغ عددهم 44 مليون إلى المشاركة في الاقتراع الذي يعد الثامن منذ الثورة الاسلامية في ايران عام 1979.
خصوم الرئيس أحمدي نجاد السياسيين يعتبرونه مسؤولا عن صدور ثلاث دفعات من العقوبات الدولية من جانب الأمم المتحدة بسبب برنامجها النووي.
وتتهم الولايات المتحدة واسرائيل ودول أخرى في الغرب إيران بمحاولة صنع قنبلة نووية إلا أن طهران تصر على أن برنامجها النووي مخصص للأاغراض السلمية.