نصر الله: إسرائيل لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها
أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني أنه ليس من السهل أن تتخذ أي حكومة إسرائيلية قرار حرب على لبنان وأن إسرائيل لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها.
وقال نصر الله في كلمة له مساء أمس في عيد المقاومة نقلها تلفزيون المنار أن الجيش الإسرائيلي لا يملك القوة ولا القدرة على شن حرب يستطيع من خلالها استئصال المقاومة في لبنان كما يدعي.
وأضاف نصر الله أن المقاومة واجهت العدو الإسرائيلي في حرب تموز بالآلاف واليوم هي قادرة على مواجهته بعشرات الآلاف ويجب على العدو أن يعلم أن أي حرب جديدة على لبنان ستكون فيها قواعد ومعادلات جديدة مضيفا.. إننا قلنا للإسرائيليين في حرب تموز إنكم إذا قصفتم بيروت أو الضاحية الجنوبية فإننا سنقصف تل أبيب واليوم نقول لهم إذا تصورتم أنكم تستطيعون أن تقصفوا أي مدينة أو قرية في لبنان فإننا قادرون على قصف مدنكم وقراكم في كيانكم الغاصب.
وقال إن إسقاط هذه التهديدات الإسرائيلية لا يتم إلا بالإسراع في تشكيل حكومة الوفاق الوطني لأن هناك حاجة أمنية وسياسية واجتماعية ومعيشية لتشكيلها في أقرب وقت ممكن.
ولفت نصر الله إلى أنه من ضمن أهداف التهديدات الإسرائيلية للبنان فتح موضوع سلاح المقاومة وحزب الله مرة أخرى فظهرت بعض الأصوات المحدودة والشاذة وعلقت على الموضوع لكنها سرعان ما هدأت بسبب المناخ العام الجيد في لبنان.
العدو الصهيوني يزعجه أن تكون هناك حكومة وفاق وطني في لبنان
وقال نصر الله إن الهدف من التهديدات الإسرائيلية للبنان هو موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية من خلال القول لمن يشكلون الحكومة.. إذا شاركتم حزب الله في الحكومة فعلى لبنان أن يتحمل التبعات وستتحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية.
وأضاف نصر الله أن الهدف الثاني هو الضغط على لبنان لإعاقة تشكيل حكومة لبنانية وللضغط على حزب الله حتى لا يشارك في الحكومة وثالث هذه الأهداف هو مؤشر واضح أن العدو الصهيوني يؤلمه ويزعجه ويقلقه أن تكون هناك حكومة وفاق وطني في لبنان.
وأشار نصر الله إلى أنه كان من جملة التهديدات الإسرائيلية للبنان أيضا تعديل مهمة قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان لتحويل قوة اليونيفيل إلى قوة متعددة الجنسيات كما طرح أثناء حرب تموز ولتعمل بشكل مستقل عن الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية فيحق لها نصب الحواجز والاعتقال والتفتيش موضحا أن الحرب النفسية الموجهة ضد الشعب اللبناني وشعوب المنطقة هي من ضمن تلك الأسباب.
الحرب النفسية الإسرائيلية انعكست سلبا على الإسرائيليين
وأكد نصر الله أن الحرب النفسية الإسرائيلية هي حرب فاشلة ولن تجدي نفعا بل إنها انعكست سلبا على الإسرائيليين فعندما يقول إيهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي أو غيره أن حزب الله أصبح أقوى مما كان عليه في تموز بثلاث مرات يكون بكلامه هذا يقول للعالم ساعدونا على حزب الله.
وتساءل نصر الله.. ما الذي دفع بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي لسحب التهديدات الإسرائيلية للبنان والقول إنها عاصفة إعلامية بعد كيل التهديدات كل يوم والثاني للبنان والمقاومة ولماذا المستوطنون قامت قيامتهم وبدأ السياح بالهرب من شمال فلسطين المحتلة وليس من لبنان موضحا أن هذه الحرب النفسية أثرت بشكل سلبي في الإسرائيليين ولذلك هم لا يستطيعون مواصلتها.
وأضاف نصر الله أن الاسابيع القليلة الماضية شهدت ضجيجا إعلاميا وسياسيا إسرائيليا كبيرا بالتهديدات ضد لبنان وساعد عليه بعض المواقف الأمريكية والغربية وخصوصا البريطانية وتنوعت الموضوعات التي تناولتها هذه التهديدات.
وقال نصر الله إنه كي نمنع الحرب نحن أمام خيارين الأول وهو الاستسلام لشروط العدو وإرادته ومشروعه وهذا ليس واردا أما الخيار الثاني فهو أن نستعد ونعزز عناصر القوة التي تمنع وقوع الحرب وستقولون لي.. هل نستطيع منع الحرب فأقول لكم نعم يوجد احتمال قوي جدا فعندما نتعاون كلبنانيين نستطيع منع إسرائيل من أن تشن حربا على لبنان مشيرا إلى أنه عندما يمتلك لبنان القوة العسكرية الرادعة فإن العدو لن يفكر بشن حرب على لبنان.
هناك مفاجآت في أي حرب إسرائيلية قادمة
وأضاف نصر الله أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل في الليل والنهار منذ ثلاث سنوات ويتدرب ويناور ويغير قياداته وجنرالاته ويتسلح ويعمل لجان تحقيق ليأخذ العبر والدروس من حرب تموز مؤكدا أن العدو الإسرائيلي لا يستطيع استئصال المقاومة في لبنان مهما امتلك من قوة.
وقال إن المقاومة استطاعت بكل فخر واعتزاز أن تقيم مدرسة عسكرية للمقاومة قدمناها للعالم وصنعناها بدماء شهدائنا وعقول مجاهدينا لكي تبقى المقاومة.
وأكد نصر الله أنه ستكون هناك مفاجآت في أي حرب إسرائيلية قادمة كما كانت المفاجآت في حرب تموز موضحا أن ذلك يردع الإسرائيليين ويجعلهم يحسبون مليون حساب قبل الإقدام على أي حرب على لبنان.
وقال إنه لا يجب الاستخفاف في موضوع شبكات التجسس الإسرائيلية على لبنان مستغربا الإصرار الإسرائيلي على خرق الأجواء اللبنانية واتهام حزب الله بخروقات غير صحيحة.
وأوضح نصر الله أن الإسرائيليين لا يستغنون عن الجواسيس الميدانيين في القرى والمدن والأحياء إذ إنهم يجمعون المعلومات التي هي أهم شيء للإسرائيليين للبدء بالحرب عندما تكون المعلومات لديهم كافية.
وقال نصر الله إن حرب تموز ساهمت بقوة في إسقاط أخطر مشروع صهيوني أمريكي على المنطقة العربية والإسلامية وهذا المشروع كان يملك حسب الظاهر كل عناصر القوة والنجاح للسيطرة والهيمنة على المنطقة لكنه فشل فشلا ذريعا وخاصة في فلسطين بفضل المقاومة والصمود الأسطوري في غزة ولبنان وقوى الممانعة وفي مقدمتها سورية وإيران مؤكدا أن حركات المقاومة اليوم أشد إيمانا ويقينا وثقة بالمستقبل.
وتابع نصر الله أن الوضع الإقليمي والمحلي والدولي اليوم أفضل مما كان عليه في تموز 2006 وإننا صمدنا وانتصرنا وانتصرت المقاومة في فلسطين وفشل المشروع الأمريكي الصهيوني حول الشرق الأوسط الكبير مضيفا أنه كانت هناك آمال بسقوط سورية وخضوعها لكنها خرجت قوية من محاولة إخضاعها وأن إيران لم تتراجع وتستسلم أمام التهديد بضربها.