مزارع سوري ينتج بندورة زنة غرامين للحبة على شكل بلح وكرز وبلون ذهبي
تمكن أحد المزارعين في مزارع مدينة طفس في محافظة درعا من إنتاج بندورة زنة غرامين على شكل حبة البلح أو الكرز ولونها ذهبي ما يعني أن الكيلوغرام الواحد يتراوح عدد حبات البندورة فيه بين 400 الى500حبة .
وقال المزارع أحمد سليمان إن اكتشافه جاء ضمن سلسلة تجارب يجريها بشكل دائم في مزرعته الخاصة على العديد من أصناف الخضراوات والفواكه ويعتبر إنتاج حبة بندورة ضمن هذه المواصفات هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأنه يريد من هذه التجارب تحقيق ثلاثة أهداف هي تجريب أصناف حقلية جديدة غير تلك الدارجة حاليا وخاصة في مزارع جنوب غرب محافظة درعا التي تشتهر بزراعة الأصناف الجديدة والمحسنة من الخضار والفواكه أما الهدف الثاني فيتمثل في رفع درجة الإقبال على المنتجات الجديدة في الأسواق الداخلية والخارجية ثم كسر الروتين الذي اعتادت الناس في التعامل معه من خلال خضراوات وفواكه ثابتة الألوان فالطبيعة ملأى بالألوان والأصل فيها التعدد لا اللون الواحد.
وأضاف سليمان ان إدخال منتجات جديدة من شأنه إثارة الدهشة وتغيير أنماط الاستهلاك في حياة الناس اذ ان الاعتقاد السائد لديهم يكون في الغالب أنه لاتوجد أنواع أخرى من البندورة ليست حمراء أو أن نبتة هذه المادة يجب أن تكون من النوع القصير أي بطول 50سم تقريبا ولكن الواقع غير ذلك حيث يصل طول النبتة في النوع متوسط الطول إلى متر ونصف المتر والنوع عالي الطول إلى عدة امتار وقد تتجاوز لو تركت واستمرت بالنمو إلى15 مترا وهذا الأمر نفسه يصح في حالة الخضار والفواكه جميعا حيث يمكن استنباط ألوان وأشكال وأحجام وحتى طعوم مختلفة منها.
وأشار المزارع إلى أنه قام في وقت سابق بإنتاج خلطات عضوية لمعالجة أمراض تؤرق المزارعين وخاصة في المحافظة كمرضنيماتوداالذي يتسبب في شل نمو النبات وضعف إنتاجته كذلك هناك نبات الهالوك الذي هو نبات طفيلي يمتص المواد والاغذية من التربة ويحرم المزروعات منها ما يؤدي إلى هلاكها والقضاء عليها كما مكنت هذه الخلطات من معالجة ظاهرة تقزم النبات والمعروفة في منطقة حوران ومنطقة الساحل بالزعترة وهي أيضا تشل حركة نمو النبات وتضعف الإنتاج.
أكد سليمان أن مزرعته هي محطة دائمة لاستقبال الطلاب والأساتذة من كليات الزراعة والعلوم فضلا عن مراكز الأبحاث حيث زارته وفود من مصر وتونس والعراق والأردن ولبنان ودول الخليج العربي إضافة لبعثة علمية يابانية عن طريق وكالة جايكا حيث أجروا العديد من الاختبارات وتبين لهم سلامة المزروعات من المواد الكيميائية والمتبقيات والمواد الهرمونية لأن هذه المزروعات تعتمد بشكل رئيس على المواد العضوية ما فتح أمامها الأسواق في أكثر من عشرين دولة .
ويتذكر هذا المزارع كيف أثارت ألوان البندورة السبعة الدهشة والاستغراب عندما طرحت في إحدى أسواق دمشق قبل سنوات وكيف تدافع الناس لتجربها وتذوقها ولكنه يبدي أسفه لأن نتائج اختباراته لم تلق أي تكريم حتى الآن فكل الوفود التي حضرت من وزارة الزراعة ومديرية الزراعة في المحافظة ومن جامعات ومراكز مختلفة داخل القطر كانت تأتي وتذهب وتثني على ما تحقق ولكن دون أن يترجم ذلك عمليا مشيرا إلى أهمية التكريم والدعم المادي لاستمرار الأبحاث والتطوير في مجال الإنتاج الزراعي الذي يعتبر واحدا من ركائز الإنتاج والتصدير في البلاد.
وذكر أن سليمان كان انتج العام الفائت أنواعا جديدة من البندورة بأحجام والوان مختلفة وذلك بعد عدة تجارب نفذها على مدار ثلاث سنوات على بذور أكثر من 30 صنفا من أصناف البندورة المستوردة وكانت البندورة المنتجة هي الكرزية والبلحية وبألوان ذهبية وصفراء وبرتقالية ونهدية وقرمزية وسوداء وهي تتمتع بمواصفات البندورة العادية وبقيمتها الغذائية ويبلغ إنتاج الدونم الواحد منها مابين 4و5 أطنان كما تمكن من زراعة البندورة الجديدة بطريقة التعليق على ركائز خشبية حيث بلغت تكلفة زراعة الدونم الواحد عشرة أضعاف زراعة الدونم من البندورة العادية دون ان يستخدم في زراعته أي مواد كيميائية وأنه فقط استخدام المواد العضوية .
وصدر كامل إنتاجه إلى نحو 20دولة عربية وأجنبية لكون تكلفة الإنتاج عالية وسعر مبيع الكيلو غرام الواحد منها نحو 100ليرة سورية كما أنتج نوعا جديدا من الفليفلة الحلوة بألوان صفراء وسوداء وبرتقالية.