بوتين …عودة للحكم بقلم مأمون شحادة
فلاديمير بوتين، صاحب نظرية “فكر قبل أن تصرح”، درس الحقوق وحصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد، نعم… هو قيصر روسيا، الذي فاجأ الشعب الروسي أولا، والعالم ثانيا، قبوله منصب رئيس الوزراء بعد أن رفض اقتراحا من المسؤولين الروس بعملية لادلجة الدستور
الروسي تجعله يخوض ولاية انتخابية ثالثة بعد أن أمضى ولايتين ، حيث فاجأهم بقبوله ذلك المنصب، مما يعنى أن خطه السياسي لم يعد موجودا على ارض الواقع.. فما هو مغزاه من وراء ذلك ؟
لنقف قليلا مع مقتطفات مما كتب في الدستور الروسي " تفسيراً بما معناه" .. ( لا يستطيع الرئيس الروسي أن يرشح نفسه لولاية ثالثة إلا إذا ترشح احد رجالات حزبه لمنصب رئيس الاتحاد الروسي، وفي حال فوز هذا المرشح يستطيع الرئيس الأول المنتهية ولايته أن يأخذ منصب رئيس الوزراء " لتلك الحكومة " ، بعد ذلك يستطيع ان يرشح نفسه لولاية ثالثة في الانتخابات المقبلة لرئاسة الاتحاد الروسي ) .
نستنتج من ذلك، ان بوتين يرنو للمستقل، للرجوع الى رئاسة البلاد من خلال القانون والدستور, الذي يؤدي الى نقل الرئاسة اليه بعد انقضاء ولاية ميدفيديف وحسب ما اقر به الدستور الروسي، فيكون بذلك محافظا على القانون ومغلفا بغلاف الدستورية .
ان الاحداث الاقليمية التي حدثت، مثل قضية اوسيتيا الجورجية و القاعدة العسكرية في سوريا ( ميناء طرطوس )، والتصريح الاخير للرئيس الروسي ميدفيديف، مهددا بالقوة النووية "في اشارة الى امريكا "، هي من افكار بوتين القديمة، لكنها تحاك ومن وراء الستارة باسم ميدفيديف.
ولكن..!! هل الاحداث الاقليمية المحيطة بروسيا تنبأ باعادة المنطقة الى ايام الحرب الباردة؟، ربما…، ولكن الذي يميزها اعداء الماضي , فالمجاهدون الافغان كانوا اعداء للروس وبدعم امريكي، اما الان فان نتاج الجهاد الافغاني وما تمخض عنه من ظهور القاعدة وتوجيه الصراع من صراع ضد روسيا الى صراع ضد صديق الماضي "امريكا" غير مجرى المعادلة العالمية .
ان الظاهرة اختلفت عن الماضي ووضعت بين قوسين احلاما وردية لفكر بوتين في تقمص الادوار واللعب من خلف الستارة ليكن الموجه الرسمي لشريكه ميدفيديف في السياسة الداخلية والخارجة لروسيا، مستغلا انقلاب فكرة ( عدو الامس يبعد خطاه وصديق الامس عدو اليوم) في اشارة الى القاعدة وامريكا .