الدكتور معتصم الناصر تركيا دولة لها ثقلها الاقليمي حاوره في القدس : مأمون شحادة
تركيا دولة لها ثقلها الاقليمي، عبارة قالها الدكتور معتصم الناصر المختص بالتاريخ السياسي والمحاضر في جامعة القدس( ابو ديس ) ومنسق الدراسات الاقليمية العربية في الجامعة،
واحد اعضاء اتحاد المؤرخين العرب"، خلال المقابلة التي اجريت معه حول المكانة التي تلعبها تلك الدولة في المنطقة ومدى العلاقة ما بين الشعبين التركي والعربي ( وخصوصا الفلسطيني)……..
س : في الاونة الاخيرة لاحظنا تحركات تركية باتجاه المنطقة العربية، هل تتوقع ان لتركيا دورا مهما في معادلة القضية الفلسطينية ومعادلة الشرق الاوسط ؟
د. معتصم الناصر : تركيا دولة لها ثقلها الاقليمي بتاريخها العثماني وبعدها الاسلامي وموقعها الجغرافي الواصل ما بين الشرق و الغرب وبثقافتها الممزوجة ما بين الاصول الاسلامية والثقافة الغربية… كل هذه العوامل تمنح تركيا القدرة على لعب دورا اقليميا…. واعتقد ان القضية الفلسطينية هي البوابة للعب هذا الدور…، ولكن السياسة التركية في عهد التواجد الاسلامي( العدالة والتنمية ) تطمح ان تكون الجسر الواصل ما بين حضارتي الشرق والغرب، وان لتركيا فرصة للنجاح اذا استطاعت ان توازي ما بين التناقضات في المنطقة لا سيما ان هناك فراغ في المنطقة الاقليمية امام عداء غربي لايران وتقاعص عربي لملئ الفراغ بحكم انها دولة اسلامية مقبولة من قبل العالم الاسلامي ودولة علمانية مقبولة من الغرب .
س : خروج اردوغان من قمة دافوس تحت اي مسمى يوضع ؟
د. معتصم الناصر : خروج اردوغان من دافوس، هو انسجام ما بين تعاطف اردوغان فلسطينيا وكبرياء ورثة الدولة العثمانية والرغبة ببروزه كزعيم في الساحة التركية والاسلامية والمدافع الاول عن العالم الاسلامي في اشارة منه الى اعادة الدور التركي الى المنطقة .
س : هل تبين التحركات الشعبية التركية لمناصرة الشعب الفلسطيني ان الرابط الديني مؤثرا في تقارب الشعوب ؟ وهل شكل احراجا للشعوب العربية ؟
د.معتصم الناصر : ان الرابطة الدينية لا يمكن تجاهلها، حيث انها كالنار تحت الرماد، ولكن ما دفع الشعب التركي في تحركه الاخير هي الحرية التي يتمتع بها ذلك المجتمع وانسجامه مع الموقف التركي الرسمي، الذي يعني ان اطلاق الحريات في تركيا جعل من الشعب التركي يعبر باريحية تجاه قضايا المنطقة …. ومثلما هو الموقف الرسمي التركي مثل احراجا للموقف الرسمي العربي، شكل الموقف الشعبي التركي احراجا للجماهير العربية التي كانت حرقتها على غزة لا تقل عن حرقة الشعب التركي، ولكنها لم تستطيع التعبير عنه وهذا يرجع الى اطلاق الحريات .
س : هل المسلسلات التركية احدثت نوعا من العلاقة بين المجتمع العربي والمجتمع التركي؟
د.معتصم الناصر : من الممكن القول ان المواقف السياسية التركية السياسية ومساندتها للقضية الفلسطينية واطلاع المجتمع العربي على الثقافة التركية والمجتمع التركي من خلال المسلسلات التركية هي عوامل مجتمعة جعلت هناك نوعا من التقارب بين العرب والاتراك… هناك من يتحفظ على هذه الدراما وما تعبره من ثقافة،…. الذي يعني ان هناك نوعا من التجاذب والتنافر حول هذه المسلسلات، ولكن وبرغم التجاذب والتنافر الا انها اوجدت نوعا من الانفتاح العربي على تركيا بما يعنيه تثاقف الشعبين .
س: بما ان تركيا لها ثقلها الاقليمي في المنطقة، فهل ترغبون انتم في جامعة القدس " معهد الدراسات الاقليمية" بكافة تخصصاتها، ان يكون هناك تخصصا للدراسات التركية ؟
د.معتصم الناصر : لا يمكن انكار دور تركيا الاقليمي وثقلها في المنطقة وهناك اهتمام بالشئون التركية، حيث ان هناك العديد من الرسائل العلمية قام بها العديد من طلبة الدراسات العليا للتعرف على تركيا اكثر( مجتمعا وسياسة )… ومن الممكن استحداث مسار للدراسات التركية في الدراسات الاقليمية اذا توفر المختصون….. وهناك تفكير جدي ودراسة بامكانية استحداث هذا التخصص، وفي حقيقة الامر نثمن موقف الشعب التركي والحكومة التركية المساندة للقضية الفلسطينية، ونتمنى ان يكون هناك افاق للتعاون مع تركيا شعبا، ومؤسساتا مهنية واهلية ورسمية لما هو في مصلحة الشعبين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :
* الدكتور معتصم الناصر، مختص بالتاريخ السياسي، ومحاضر في جامعة القدس( ابو ديس ) واحد اعضاء اتحاد المؤرخين العرب، والعضو في مركز رام الله لحقوق الانسان، وامين سر مرصد العالم العربي للديمقراطية وحقوق الانسان، ومنسق الدراسات الاقليمية العربية في جامعة القدس، وله العديد من الابحاث السياسية والتاريخية.