أربعون عاما على احراقك يا”أقصانا”. بقلم د. صلاح عودة الله
أربعة عقود مرت على احراق المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين..ففي الحادي والعشرين من شهر اب عام 1969 قام الارهابي اليهودي الأسترالي المجرم دينيس مايكل وبدعم وغطاء من العصابات الصهيونية المغتصبة لفلسطين وقدسها ومقدساتها
باحراق المسجد الأقصى المبارك في جريمة تعتبر من أكثر الجرائم ايلاما بحق الأمتين العربية والاسلامية وبحق مقدساتهما.
تمر علينا هذه الذكرى ولا يزال شعبنا العربي الفلسطيني يعيش حالة من التشرذم والانقسام لم يشهد لها مثيلا منذ انتصاب الكيان الصهيوني, ناهيك عن حالة من الانقسامات واللامبالاة التي تعصف بالعالمين العربي والاسلامي..تمر هذه الذكرى وما تزال الجريمة الصهيونية تحفر في الأذهان ذكرى أليمة في تاريخ الأمة المثخن بالجراح، هي محطة ظلام كبيرة ووصمة عار لا تغسلها سوى جحافل التحرير المنتظرة لبيت المقدس..جحافل المناضلين الذين أقسموا ألا يهدأ لهم بال الا وقد رأوا فلسطين محررة من نهرها الى بحرها.
تمر علينا هذه الذكرى والقدس تخضع لعملية تهويد هي الأخطر منذ نكسة حزيران, والحفريات التي تهدد أسس الأقصى على أوجها لهدمه وبناء الهيكل اليهودي المزعوم مكانه, في ظل صمت عربي واسلامي وكذلك سلطوي فلسطيني رهيب, وها هو نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني يشدد ويكرر بأن القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية لكيانه المصطنع كتاريخه, وأن حل الصراع يكمن في منح الفلسطينيين دويلة منزوعة السلاح والاقتصاد وأنه يتوجب على كل فلسطيني يريد العيش في كيانه الاعتراف بيهودية هذا الكيان مما يلغي حق اللاجئين في العودة الى قراهم ومدنهم وأراضيهم..نتنياهو يطلق تصريحاته هذه وبكل جرأة وبالمقابل نشاهد حالة من الشلل قد أصابت ألسن القادة والزعماء العرب والمسلمين, والأنكى من كل هذا أن يستقبل هذا الصهيوني في بعض العواصم العربية بعيد فوزه في الانتخابات الصهيونية التي جرت مؤخرا وبعد تصريحاته هذه.
عندما كانت العيون تبكي على ما حل بالمسجد الأقصى المبارك من حريق ولهيب، اهتزت صدور الشعراء واشتعل القهر في قصائدهم، يتردد في شرايين أشعارهم صدى للنداء القديم الذي يصور مشهداً من المشاهد الحزينة في ذلك الحدث الرهيب، ومثَل التقاعس العربي والاسلامي عنواناً مريرا للآه التي سكنت في النفوس والتي كان لسان حالها يقول:وظلمُ ذَوي القُربى أَشدُّ مَضاضة**على النَّفسِ مِنْ وقعِ الحسامِ المهنَّدِ.
لقد عاش الشاعر الفلسطيني الراحل عبد الكريم الكرمي"أبو سلمى" الكثير من اللوعات, وبامكاننا ان نضيف لوعة جديدة اليها حين رأى فلسطين تغرق في ظلمات الاحتلال ولا من عربي يغيث، ثم رأى المسجد الأقصى تحرق جنباته المقدسة، لكن المسلمين هذه المرة يغرقون في بحار شهواتهم:"ووراء الأفقِ المضمَّخِ بالنَّقعِ..أناسٌ أعمتهمُ الشهواتُ..ودفاعاً عنِ العروبةِ نجتاحُ المنايا ومنهمُ الدَّعواتُ..ودموعُ الخليجِ خضَّبت البحرَ..وفي مكّة..بكى عرفاتُ".
في هذه الذكرى نسأل ونتسائل, هل كانت جريمة إحراق المسجد الأقصى عملية عدوانية عادية ككل العمليات العدوانية اليومية على الشعب العربي الفلسطيني؟ أم أنها تشكل ركناً أساسياً من بنية العقلية الصهيونية؟, والجواب ليس صعباً بالتأكيد، فمؤسس الحركة الصهيونية "ثيودور هرتزل" يقول في مؤتمر بال بسويسرا: "إذا حصلنا يوماً على القدس وكنت ما أزال حياً وقادراً على القيام بأي شيء فسوف أزيل كل شيء فيها ليس مقدساً لدى اليهود، وسوف أدمر الآثار التي مرت عليها قرون", وفي السياق ذاته يقول أحد كبار أحبارهم شلومو جورين "إن الصهيونية وأهدافها ستبقى معرضة للخطر مادام الأقصى وقبة الصخرة قائمين أمام أعين المسلمين وأفئدتهم، لذا يجب إزالتهما عن سطح الأرض"..هذه أقوالهم يا معشر المسلمين, فماذا أنتم فاعلين؟.
في ذكرى احراقك يا أقصانا نقول:سيحتفل المسلمون والعرب في المناسبة كما يحتفلون في كل سنة ثم يتجدد ويتكرس الإحتلال..أيها المسلمون والعرب, الأقصى لايريد دموعكم ولكنه يريد دماؤكم فهل من مبايع على الموت, فمتى الصحوة يا أمة المليار؟.
مهما حكينا ما تجي نيتجة لانو حيكنا كيتر والشعب عم يموت والشباب عم يتعالقو منشان مين بدو يحكم ولا حدى حاسس بالشعب او بوجعو
بس لا بد يجي يوم ويفوم الشعب بالنتفاضة وهي علامة من علامات القيامة