ليلى : بين الذئب وحقوق الانسان بقلم : مأمون شحادة
المسافة طويلة ما بين الانطلاق الى نقطة الوصول، الامر الذي جعل ليلى تستريح في منتصفها، مجهدة من طول المسافة وعناء الطريق، جلست على الرصيف ناظرة هنا وهناك،
حتى استقر نظرها بعيدا، وقفت مذعورة وتقدمت قليلا للامام، حدقت النظر اكثر، فاذا به حاجز اسرائيلي منصوب على الطريق مكتوب عليه كلمة " قف "، تقدمت ليلى اكثر لتصل ذلك الحاجز، حتى اخذ الجندي بالصراخ " عد من حيث اتيت" …
اضطرت ليلى ان تأخذ طريق اخر للوصول الى بيتها، صحيح ان الطريق طويل، لكنها مصممة على الوصول، حتى وصلت،….،،، دخلت البيت واستلقت على سريرها متعبة من طول المسافة، كانت الساعة في ذلك الوقت الثالثة عصرا، تذكرت ليلى انها متعودة في ذلك الوقت على سماع صوت "كوكب الشرق" ام كلثوم على اذاعة " راديو بيت لحم 2000" ، اسرعت الى المذياع لتشغيله،… اخذت تدير مؤشر المذياع يمينا ويسارا فلم تجد مكانا لتردد الاذاعة، …. نادت على امها، لتسألها ما السبب، اجابتها قائلة:" ان الاحتلال سرق جهاز البث الاذاعي التابع للاذاعة"،…. اضطرت ليلى ان تبحث عن صوت ام كلثوم على محطة اخرى، الا انها اصطدمت بنشرة للاخبار مفادها "ان جنود الاحتلال يسرقون اعضاء الشهداء الفلسطينيين"،… استلقت ليلى مرة اخرى على السرير متعبة ليس من طول المسافة وانما من اسئلة كثيرة تدور في عقلها،….حتى دخلت في صراع ما بين طرح السؤال والاجابة،…متسائلة ما الذي يحدث، حواجز عسكرية على الطريق تسرق الارض الفلسطينية!!، وسرقة لاجهزة البث الاذاعي الفلسطيني!!، وقتل متعمد للشعب الفلسطيني من اجل سرقة اعضائه البشرية!!، … فتذكرت ليلى ان سرقتهم لتلك الاشياء انما هي بالوراثة" خبرة الاجداد ومهارة الابناء"، فالارض سرقت، والاعضاء البشرية سرقت، وصوت الجماهير الاذاعي سرق ايضا،،، ما الذي تبقى بعد ذلك!؟،…… اهذه هي الديمقراطية وحقوق الانسان ايها العالم ؟