الرئيسان الأسد وشافيز: تعزيز العلاقات السورية الفنزويلية.. عودة الجولان كاملا ..
أجرى السيد الرئيس بشار الأسد مباحثات مع الرئيس الفنزويلي أوغو شافيز مساء أمس بقصر الشعب حضرها السادة فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية
في رئاسة الجمهورية والسيد نيكولاس مادورو وزير الخارجية الفنزويلي.
وأجمل الرئيسان مباحثاتهما في مؤتمر صحفي مشترك حيث رحب الرئيس الأسد بالرئيس شافيز والوفد المرافق له ضيوفاً أعزاء في سورية مشيراً إلى أنه منذ أيام صرح الرئيس شافيز بأنه تواق جداً لزيارة دمشق وللسير في شوارعها..وأنا أقول له إن دمشق أيضاً تواقة لزيارتكم ويسعدها أن تستقبلكم زعيماً كبيراً قرن القول بالفعل وربط سياساته بالمبادئ والأخلاق.
ولفت الرئيس الأسد إلى المودة والتقدير والعرفان للرئيس شافيز في العالم العربي بشكل عام نتيجة مواقفه الداعمة للقضايا العادلة في العالم بشكل عام وفي منطقتنا العربية بشكل خاص وعلى رأسها القضية الفلسطينية. واعتبر الرئيس الأسد زيارة الرئيس شافيز هامة في توقيتها ومضمونها وللتحولات الهامة التي نراها اليوم متسارعة في منطقتنا والعالم.. وقال: إن نقاشنا أنا والرئيس شافيز دائماً نقاش حر بشكل كامل..أي أنه نقاش لا يخضع لأي اعتبارات على الإطلاق سوى الاعتبارات الوطنية لبلدينا.
ورأى الرئيس الأسد: إنه من الطبيعي والبديهي أن هذه الاعتبارات الوطنية التي تعكس المصالح الوطنية لشعبينا تلتقي وتتوافق مع المصالح الوطنية للدول الأخرى في المنطقة وفي أمريكا اللاتينية..وإن أهم شيء في لقائنا اليوم هو هذا الوضوح والشفافية الموجودة بيني وبين الرئيس شافيز التي تعتمد على الوضوح السياسي بدلاً من النفاق السياسي السائد الآن في العالم.. وتعتمد على المعايير الدقيقة والعادلة بدلاً من المعايير المزدوجة السائدة اليوم في العالم.. موضحاً أن اللقاء كان غنيا جداً.. وطبعا لم ننته من المحادثات بعد والوزراء لم ينتهوا أيضاً وسنتابع لاحقاً.
وقال الرئيس الأسد: تمكنا خلال مجيئنا من المطار ومباحثاتنا أن نمر على المواضيع الرئيسية..وفي البداية استمعت من الرئيس شافيز لعرض حول الأوضاع والتطورات الأخيرة في أمريكا اللاتينية..وكلنا يعرف أنها شهدت تحولات هامة وجذرية خلال السنوات الماضية..ونعرف الدور الرئيسي لفنزويلا في ريادة هذه التحولات ودور الرئيس شافيز تحديداً في ذلك..ونعتقد أن هذه التحولات تخدم المصالح الشعبية والوطنية ومصالح الشعوب في أمريكا اللاتينية.. والنتيجة اليوم هي أن لهذه البلدان وزناً دولياً كبيراً سواء من الناحية السياسية أو من الناحية الاقتصادية.
الرئيس الأسد: من أهم أوجه التشابه في ثقافة الشعوب في المنطقة العربية وأميركا اللاتينية هي النزعة القوية للاستقلال من الاستعمار القديم والحديث والمعاصر
وأضاف الرئيس الأسد: في هذا الإطار تطرقنا إلى موضوع العلاقات العربية الأمريكية اللاتينية..وهناك الكثير من الأشياء المشتركة بين منطقتينا في العواطف والشخصية الإنسانية والثقافة..وربما يكون أهم عامل أو أهم وجه من أوجه التشابه في ثقافة الشعوب فى المنطقة العربية وفي أمريكا اللاتينية هو النزعة القوية جدا للاستقلال عن الاستعمار القديم والحديث والمعاصر وأي أنواع أخرى يمكن أن تظهر في المستقبل ولا نعرف ماذا نسميها.
واعتبر الرئيس الأسد أن هناك نزعة في إطار الاستقلال هي استقلالية القرار..أي تبني القرارات الوطنية التي نأخذها بشكل إفرادي أو ثنائي أو جماعي على أساس المصالح الوطنية بعيداً عن أي إملاءات وهناك بشكل فعلي دفاع ورغبة قوية لدى دول وشعوب أمريكا اللاتينية لخلق علاقة قوية مع العالم العربي..وتجلت هذه الرغبة بفكرة القمم العربية الأمريكية اللاتينية حيث عقد حتى الآن قمتان.
وأضاف الرئيس الأسد: بحثنا هذا الموضوع مع الرئيس شافيز وصدرت مقررات حول كيفية تفعيلها وأن نتواصل مع مجموعة الدول هذه بشكل ثنائي أو من خلال منظمة "الميركوسور" التي تجمع هذه الدول.. واعتقد أن هذا الباب هام جداً وعلى الدول العربية أن تستخدمه بشكل أوسع..وإننا كجانب عربي من دون استثناء لم نتفاعل مع هذه الفكرة بشكل كاف بعد فهذه واحدة من النقاط التي سنتابع بحثها اليوم وغداً مع الرئيس شافيز.
وتابع الرئيس الأسد: تطرقنا إلى العلاقات الثنائية فهناك اتفاقيات تناقشنا بشأنها في الزيارة الماضية للرئيس شافيز في العام 2006 وهناك الكثير من هذه الاتفاقيات لم تنجز لأسباب بيروقراطية..تم إنجاز أغلبها وبقيت واحدة من الاتفاقيات الأساسية ويجب أن تنتهي في الأيام القليلة المقبلة..وسيتم توقيع هذه الاتفاقيات غداً..وتم طرح اتفاقيات أخرى للنقاش بالإضافة إلى مشاريع طرحت في السابق ومن المفترض أنه بدئ بتنفيذها.. وكما هي العادة هناك بعض جوانب التأخير وسنناقش ما هي المشاريع الأخرى التي يمكن أن تكون مشاريع مشتركة بين البلدين في المجال الاقتصادي.
وحول عملية السلام قال الرئيس الأسد: شرحت للرئيس شافيز موقفنا من عملية السلام..ومواقف فنزويلا وأمريكا اللاتينية بشكل عام ليست بعيدة عن مواقفنا.. وهناك رؤية دقيقة لما يجري في منطقتنا.. فالجميع يعلم مواقف الرئيس شافيز..وأعتقد أنه لا يوجد مواطن عربي يتابع السياسة بالحد الأدنى لا يعرف عن مواقف فنزويلا تجاه القضية الفلسطينية والجولان والعدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006 والعدوان الإسرائيلي على غزة منذ أشهر نهاية العام الماضي وبداية هذا العام.
إسرائيل غير مهيأة في الوقت الحاضر وفي المدى المنظور لتحقيق السلام
وأضاف الرئيس الأسد: أعدت تأكيد الموقف السوري المتمسك بالسلام الذي يعني عودة الأرض كاملة من دون نقصان أي شبر حتى خط 1967 وأنه بالنسبة لنا كل الحكومات الإسرائيلية متشابهة..ومنذ عام 1991 وحتى اليوم لم يتحقق أي شيء جدي في عملية السلام وبالتالي الفرق بينهم هو فرق في التكتيك وفي المظهر أما في المضمون فالجوهر واحد.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الاستطلاعات الإسرائيلية تؤكد أن الإسرائيليين بشكل عام غير مستعدين للسلام بعد طالما أنهم لا يريدون إعادة الأرض كاملة..والبعض لا يريد إعادة الأرض حتى مجتزأة بغض النظر عن قبلولنا أو عدم قبولنا بهذا الشيء، مضيفاً: إن إسرائيل بشكل عام غير مهيأة في الوقت الحاضر وفي المدى المنظور لتحقيق السلام.
وتابع الرئيس الأسد: شرحت للرئيس شافيز عن المفاوضات غير المباشرة التي جرت العام الماضي بين سورية وإسرائيل والتي تؤكد رغبة سورية المستمرة بالسلام والتي أثبتت مرة أخرى أن إسرائيل غير جادة في عملية السلام مؤكداً تمسك سورية بالسلام وبالدور النزيه للوسيط التركي في هذه العملية.
الحصار الإسرائيلي على غزة مجزرة تشمل الجميع من دون استثناء
وقال الرئيس الأسد: من الطبيعي أننا مررنا في حديثنا على ما يحصل في غزة من مجازر حقيقية بحق الشعب الفلسطيني ولا أقصد بالمجازر ما حصل فقط في العدوان الأخير منذ حوالي تسعة أشهر على غزة عسكرياً وإنما الحصار بحد ذاته هو مجزرة تشمل الجميع من دون استثناء..مشيراً إلى أنه والرئيس شافيز يفكران كيف يتحركان دولياً ولو مع جزء من العالم لرفع هذا الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني. وأضاف الرئيس الأسد: لم أتحدث عن المجتمع الدولي لأن كلمة أو مصطلح المجتمع الدولي اليوم يعني عدداً محدوداً من الدول الكبرى التي تريد وتسعى للسيطرة على العالم وعلى السياسة الدولية والاقتصاد الدولي..فتحدثنا عن حركة دولية تشمل الدول التي يمكن أن يكون لها موقف عادل بهذا الإطار.. وعندما نتحدث عن المجتمع الدولي بالمعنى السائد فهو السيطرة على المنظمات الدولية.. وموقف سورية وفنزويلا هو من الداعي لإصلاح هذه المنظمات لكي ننتقل من مرحلة الفوضى العالمية إلى مرحلة النظام العالمي..ونحن نقول لا يوجد نظام بل يوجد فوضى..كلنا يريد أن يكون هناك نظام عالمي ولكن نظام تشارك فيه كل الدول.
التدويل لم يكن حيادياً ولم يحقق إنجازات بل حقق فقط مآسي لنا
ورداًَ على سؤال مشترك للرئيسين الأسد وشافيز حول الموقف من فكرة التدويل وخصوصاً بين أبناء الأمة الواحدة وبين الجيران وخاصة بعد الأزمة المفتعلة التي حصلت مؤخراً بين العراق وسورية وتوجه الجانب العراقي إلى تدويلها..قال الرئيس الأسد لم أفهم ما الذي يمكن أن يدول في العراق.. فالعراق كل وضعه مدول منذ عام 1991 ..منذ غزو الكويت..لكن بغض النظر عن العراق.. وهذا شأن عراقي..نحن نتحدث عن مبدأ..والواقع أن القضية الفلسطينية منذ نشأت نشأت بسبب التدويل.
وتابع الرئيس الأسد في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس شافيز: الوضع في العراق..الوضع الآن في أفغانستان.. التدخل الدولي في لبنان منذ عام 2004 هل حقق لنا التدويل عبر تاريخنا الحديث أي إنجازات أم كان حيادياً أم حقق فقط مآسي.
وأضاف الرئيس الأسد: التدويل لم يكن حيادياً ولم يحقق إنجازات: حقق فقط مآسي لنا..وقال: لا أتحدث عن موضوع العراق هذا موضوع لا يعنينا..أنا اتحدث عن المبدأ بشكل عام..نحن دائماً في كل خطابنا السياسي في سورية نقول: الحلول الصحيحة تأتي من أبناء المنطقة تحديداً..هذا من جانب..ومن جانب آخر كلمة التدويل ماذا تعني..كل دول العالم..إذا قلنا منظمات دولية كلنا يعلم بأن المنظمات الدولية هي عدد من الدول.. النظام الدولي والمجتمع الدولي ومجموعة دول.
وقال الرئيس الأسد من يرد أن يتحدث عن التدويل فعليه أن يكون صريحاً.. يقول نقلنا هذا الموضوع إلى هذه الدول وليس للعالم.. المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة وغيرها وكل ما يتبع لها هي منظمات محكومة بعدد محدود من الدول وستكون قراراتها تابعة ومرتبطة بمصالح هذه الدول..وحتما لن تكون لمصلحتنا أيضاً.
وأوضح الرئيس الأسد: إن التدويل هو دليل على ضعفنا..دليل على عدم قدرتنا أو عدم أهليتنا..وهو اعتراف منا بعدم أهليتنا بإدارة شؤوننا سواء كانت هذه الشؤون صغيرة أم كبيرة.. لا يهم.. المبدأ واحد..هكذا ننظر لموضوع التدويل..أي موضوع تدويل.
بدوره قال الرئيس شافيز إن المشكلات بين الدول المجاورة هي شيء ثابت في دول العالم الثالث من أجل مصالح سياسية واقتصادية ولو نظرت إلى أوروبا وأمريكا في الآونة الأخيرة تبدو أنها اتفقت لاستغلال وفرض هيمنتها على دول العالم أما بين دول العالم الثالث فالصراعات متوارثة منذ الاستعمار القديم وخلافات حدودية تدوم سنوات وقروناً.. فنحن في أمريكا الجنوبية كونا مجلس دفاع مشترك..ومعظم هذه الصراعات هي لمنع اتحاد شعوبنا وأحياناً من أجل مصالح سياسية واقتصادية..وعلينا منع خطط التفرقة من أجل التوحد..ونحن نعلم من أوجد إسرائيل لمنع اتحاد الدول العربية وهذا الموضوع معروف في كل دول العالم.
مواقف فنزويلا العادلة والواضحة عززت العلاقات السورية الفنزويلية
وجواباً على سؤال عن أهمية العلاقات بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي والقواسم المشتركة الكثيرة وترسيخ العلاقات مع فنزويلا في السنوات الأخيرة وفيما إذا كان ذلك عائداً إلى قطع فنزويلا لعلاقاتها مع إسرائيل قال الرئيس الأسد: إن تطور العلاقة مع أمريكا اللاتينية يعود إلى عدة عوامل أولها.. هو الديناميكية العالية الموجودة لدى الرئيس شافيز وهذه الزيارة تعبر فعلاً عن ديناميكيته العالية في الجانب السياسي والفاعلية الحقيقية.. والديناميكية والفاعلية مترابطان مع بعضهما البعض.
والجانب الثاني.. هو استمرار مبادرات الرئيس شافيز الذي لايهدأ.. وعدم انقطاع التواصل بالرغم من بعد المسافة مع فنزويلا التي تخوض معارك مستمرة وهناك محاولات لزعزعة الاستقرار الداخلي فيها ونحن نعرف هذا الشيء لأننا في نفس المرحلة تقريباً نواجه نفس المحاولات مع اختلاف بسيط في الشكل.
وأضاف الرئيس الأسد: إن الجانب الآخر هو المواقف السياسية لفنزويلا وللرئيس شافيز وهي سياسة عادلة وواضحة وموضوعية وأخلاقية وإنسانية..مضيفاً أن هذه المواقف سبقت زيارة الرئيس شافيز إلى سورية في 2006 وبالنسبة لنا المواقف السياسية هي جانب أساسي وهناك جانب آخر يرتبط بالمواصفات التي تميز بها الرئيس شافيز خصوصاً المعروف عنه أنه واضح..والمعروف عن السياسة السورية أنها سياسة واضحة ومن الطبيعي أن نلتقي في هذه النقطة وأن يتسم الحوار بالوضوح والصراحة.
ورأى الرئيس الأسد أن ما خرب العالم وخاصة في التسعينيات حتى اليوم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي هو طغيان النفاق ولذلك تحدثت عن النفاق السياسي..فالكل ينافق للكل والكل يكذب على الكل لذلك نرى أنه يوجد هناك فوضى سياسية تضاف لفوضى المنظمات الدولية.
وأوضح الرئيس الأسد أن مشكلة العالم اليوم أنه لا يوجد فيه رجال دولة بالمعنى الحقيقي إلا فيما ندر وهناك مشكلة عامة حيث ساد نمط جديد في التسعينيات واليوم هو ما زال سائداً وهو نمط الموظف البارع الذي يعمل من أجل مصلحته الخاصة ويستخدم القضايا السياسية وخاصة في الدول الكبرى والمسيطرة من أجل مصالحه الخاصة..قد تكون انتخابات وقد تكون ترفيعاً في مناصب أو أي نوع من الإضافات للموقع الاجتماعي أو السياسي أمام الآخرين.
وغياب رجال الدولة الذين يتحدثون بصراحة ويدافعون عن قضايا وليس عن مصالح هو أحد أسباب هذه المشاكل التي نعاني منها في العالم.
واعتبر الرئيس الأسد: إن النقيض موجود لدى الرئيس شافيز وهذا الشيء عزز العلاقة بين سورية وفنزويلا فلا نستطيع أن نفصل السياسة عن الاقتصاد ونحن شعوب تعيش كل يوم في السياسة وتتأثر اقتصادياً ونفسياً ومعنوياً بالسياسة ولا نستطيع أن نفصل سياسة البلد عن الشخصية السياسية التي تقود هذه السياسة. وقال الرئيس الأسد: كل هذه العوامل اجتمعت لكي توجد هذه العلاقة المتينة..وفي الجانب السياسي هناك تطابق بكل الأمور التي طرحناها ولكن لم نصل إلى نفس المستوى في الجوانب الأخرى لكي نستطيع أن نقول بأن العلاقة بين سورية وفنزويلا أصبحت علاقة متطورة كما يجب أن تكون.
وحول الموقف من إقامة قواعد أمريكية في كولومبيا قال الرئيس الأسد: إن سورية من الدول الأساسية والفاعلة في دول عدم الانحياز منذ تأسيسها..وحتى في ذلك الوقت عندما كانت علاقاتها قوية جداً بالاتحاد السوفييتي وكنا نعتمد عليه في كثير من الأمور السياسية والعسكرية لم يكن هناك قواعد في سورية وكنا نرفض مبدأ الانحياز ومبدأ وجود قواعد عسكرية..وأي وجود عسكري لجيش أو لمجموعة صغيرة يجب دائماً أن يحدد له هدف فلا يمكن أن يكون هناك وجود عسكري بلا هدف فالجيش في أي بلد هدفه واضح هو الدفاع عن الوطن ويحدد هذا الجيش عادة عدواً مفترضاً ولكن عندما يخرج خارج البلد يجب أن يحدد من هو العدو الجديد هل هو البلد الذي يتواجد فيه أم بلد مجاور..فلا بد من تحديد عدو..ولا بد من أن تقوم الإدارة الأمريكية بتحديد هذا الشيء فنحن ضد مبدأ القواعد وضد مبدأ مشروع الدرع الصاروخية وضد مبدأ عسكرة العالم تعبيراً عن النظام الدولي الذي يسمونه النظام الدولي الجديد وأكرر أنه فوضى دولية وهذا جزء من الفوضى الدولية هو والدرع الصاروخي ومن البديهي أن نقول بأننا ضد أي هجوم على دولة مستقلة ذات سيادة كفنزويلا وأي دولة أخرى كل هذا الشيء بديهي من المبادئ الأساسية بالنسبة إلى سورية.
الرئيس شافيز: من يرد أن يتعلم المقاومة فليأت إلى سورية
بدوره أعرب الرئيس شافيز عن شكره وامتنانه للرئيس الأسد ولسورية حكومةً وشعباً مؤكداً ضرورة مراجعة الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين وفتح آفاق جديدة للتعاون والاندماج والتحالف الحقيقي وخلق استراتيجية سياسية وإنسانية قوية بين البلدين.
وقال شافيز: إن كان هناك أحد يريد أن يعرف كيف يجب أن يقاوم فليأت إلى سورية..وكما أن هناك شعوباً كانت خلاقة وعاملة وبناءة كذلك هو الشعب السوري مهندس ومصمم للمقاومة وعلينا نحن الشعوب الذين قررنا أن نقاوم أن نتعلم المقاومة من أجل النصر وليس المقاومة من أجل أن ننتهي مهزومين كما حدث خلال قرون في التاريخ.
إعادة الجولان إلى سورية وفك الحصار الإسرائيلي الظالم على الشعب الفلسطيني
وأوضح الرئيس شافيز أن إسرائيل مبيدة للشعوب ومعادية للسلام وتبشر بالحروب أيضا في أمريكا اللاتينية وتعتدي على شعوبها فهي تحولت إلى ذراع تنفذ سياسات الإمبريالية الأمريكية.
وقال الرئيس الفنزويلي: نحن نطالب بإعادة الجولان لسورية وبفك الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة داعياً الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى وقف الدعم العسكري والاقتصادي لإسرائيل المجرمة وأن يكون منسجماً مع أقواله.
واعتبر الرئيس الفنزويلي أن الإمبريالية لا تزال تضرب وتقتل وتقيم الانقلابات وتعتدي على فنزويلا ودول أمريكا اللاتينية مشيراً إلى توقيع الولايات المتحدة اتفاقاً مع كولومبيا لإقامة 7 قواعد عسكرية فيها لكي تعتدي على أي دولة وتمنع الوحدة وتزرع الخصام وتقتل وتدمر ولكن نحن لن نسمح بذلك ولذلك نقول إننا في معركة واحدة وإنها معركة المصير.
وأضاف الرئيس شافيز نحن ملتزمون بأن نحقق وحدة مصير ووحدة قوة بكل المعاني والمجالات بين سورية وفنزويلا وعلى حكومتي بلدينا العمل على تأسيس أحد أكبر التحالفات لتتذكر شعوب هذه المنطقة ولآلاف السنين ولتعيش سورية وشعوبنا والوطن العربي وليعيش اتحاد سورية وفنزويلا.
ورداً على سؤال حول العلاقات التي تربط فنزويلا مع الدول العربية قال الرئيس شافيز: تربطنا علاقات جيدة مع كل أقطار الوطن العربي ولدينا علاقات ممتازة مع الجميع وهناك العديد من الوزراء في حكومتنا من أصول عربية مؤكداً حرص بلاده على فتح علاقات جيدة وخلق عالم جديد متعدد الأقطاب.
وقال الرئيس شافيز: إن الوفد سيوقع اتفاقيات في مجالات الطاقة والاقتصاد والسياحة والزراعة ونريد أن نتعاون لنرفع العلاقات البينية..وعلينا تنمية القدرة بيننا ولاسيما أن ملايين السوريين يعيشون في فنزويلا ونحن نريد أن نكرس التعاون والحب بين البلدين والشعبين.
ورداً على سؤال حول مدى صحة استطلاعات رأي نشرت مؤخراً حول هبوط شعبيته قال الرئيس شافيز: أنا لم أعد أستمع إلى استطلاعات الرأي أبداً ولا أنوي أن أكون قائداً عالمياً وأنا لا ألتفت كثيراً إلى هذه الأمور والاستطلاعات المعادية أو المظاهرات والمسيرات المعادية ليس هناك شيء ضدي شخصياً نحن فقط نريد أن نكون أحراراً والباقي لا يهم.
وأوضح أنه ومنذ 11 عاماً تقول الاستطلاعات إن شعبيتي تهبط ولو كان ذلك صحيحاً لأصبحت شعبيتي دون الصفر لكن كلما كان هناك انتخابات ينتصر شافيز ليس لأني شافيز إنما هو ضمير شعب كامل.
ورأى الرئيس شافيز أن هناك حقيقة واحدة هي أن الدعم للاشتراكية البوليفارية يتزايد والآن في فنزويلا لا تزيد نسبة من يدعم الرأسمالية على 4 بالمئة.
وعقب الرئيس الأسد على ذلك بالقول..هناك استطلاع أجري منذ عدة أشهر من قبل جامعة أمريكية في عدد من الدول العربية وكانت النتيجة المعلنة أن الرئيس شافيز الأول بالشعبية في هذه الدول وأعتقد أنه نفس الوضع في الدول العربية الأخرى كنت الأول في الترتيب ولكن كما قال الرئيس شافيز لا يمكن قياس علاقة سياسي أو زعيم سياسي بشعبه فقط من خلال الإحصاءات الشعبية التي تصعد وتهبط وهي ليست مقياساً أساسياً وغالباً تكون الشعوب في المفاصل الحقيقية والصعبة وفية لكل شخص وطني ويعمل بجد وبحسن نية وبإخلاص من أجل وطنه..وهذا ما يفسر فوز الرئيس شافيز في الانتخابات بغض النظر عن الاستطلاعات.
ولدى وصول الرئيس شافيز بعد ظهر يوم أمس إلى دمشق في زيارة عمل إلى سورية تستغرق يومين كان الرئيس الأسد في مقدمة مستقبليه.
كما كان في استقباله السادة وليد المعلم وزير الخارجية وعادل سفر وزير الزراعة والإصلاح الزراعي والدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة وسفيان علاو وزير النفط والثروة المعدنية والدكتور محسن بلال وزير الإعلام رئيس بعثة الشرف والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية ومحمد خفيف مدير إدارة أميركا في وزارة الخارجية.
وبعد استراحة قصيرة في قاعة الشرف توجه الرئيسان في موكب رسمي إلى قصر الشعب.
ويرافق الرئيس شافيز وفد يضم السادة نيكولاس مادورو وزير الخارجية وإدواردو سمعان وزير التجارة وإلياس الهوا وزير الزراعة والأراضي وعدد من كبار المسؤولين في فنزويلا.