اكتشافات أثرية قيمة في طرطوس منها ماهو ذهبي ومنها ماهو برونزي
اكتشفت مديرية الآثار في طرطوس مدفناً جماعياً منحوتاً بالصخر الكلسي الطبيعي في قسمه الشمالي والشرقي وجزء منه منحوت بالصخر في قسمه الجنوبي أما ما تبقى فقد بني من الحجر الرملي نظراً لانتهاء الصخر منه في موقع بالقرب من مشفى الباسل.
وحسب ما أكده مروان حسن رئيس دائرة آثار طرطوس لوكالة الأنباء سانا إن المدفن مؤلف من سبعة معازب منها معازب دفن فيها أكثر من جثة وهذه المعازب خالية من أي لقى أو كسر فخارية وحتى عظمية وإنه يوجد في الجدار الغربي لأرضيتها فتحة تبدأ بدرجة واحدة يعتقد أن الدخول إلى المدفن كان يتم عبرها إلى بهو قليل المساحة يقابل هذه الفتحة وفي الجدار الشرقي فتحة أخرى تفضي إلى بهو آخر فيه معزبان وقبر فردي عثر فيه على ثلاث أوان من حجر الألباتر ووريقتين ذهبيتين صغيرتين وسراج فخاري.
وأضاف حسن أنه وجد في الجدار الجنوبي للبهو الأول معزب واحد عثر فيه على تابوت من الحجر البازلتي المشغول بعناية فائقة وهذا التابوت هو عبارة عن تابوت إنساني الشكل يتألف من حوض وغطاء يتم إغلاقه جيداً بوجود إفريز نافر على طول محيط الحوض ونحت على غطاء التابوت وجه إنسان يحمل على رأسه غطاء للرأس مزخرف وكسرت أجزاء بسيطة منه يظهر تحته قسم من الشعر المجعد يليه الجبهة عليها خط غائر يظهر التقدم بالعمر للشخص المتوفى ثم الحواجب الرفيعة والطويلة تحتها عيون لوزية ذات بؤبؤ دائري واضح بعدها الأنف المستقيم الطويل يتوضع أسفله شارب مشذب ولحية تحت الفم المشغول بعناية وهذه اللحية طويلة ومقطوعة من الأسفل مشذبة وذات شعر متموج الأذنان واضحتان على جانبي الرأس الجسد بوضعية اللحد خالي من أي تزيينات.
ورأى حسن أن الغطاء يرتفع عند القدمين بشكل يشبه الأقدام المكفنة دون أن تظهر معالمها علماً أن هذا التابوت كان مفتوحاً في موقعه وخالياً من أي لقى باستثناء بعض الكسر العظمية المبعثرة داخله وكان مليئاً بالردميات ما يدل على أنه تعرض للنهب في أوقات سابقة وانه تم نقل التابوت الى المتحف الوطني ويعكف خبراء الآثار في الدائرة على تحديد العمر الزمني للمدفن ودراسة محتوياته التي تضم هيكلاً عظمياً مفتتاً مشيراً إلى أنه يوجد في شمال شرق المدفن وعلى بعد حوالي 23 متراً حفرة في الأرض تبين أنها تعود لقبر فردي محفور في الصخر الكلسي وجوانبه متآكلة وسقفه منهار بسبب هشاشة الحجر وتظهر فيه ثلاث جماجم بشرية متخربة بفعل الضغط والزمن تمت إزالة الردميات منه وقد عثر فيه على مجموعة من اللقى الأثرية الهامة وهي ثلاث أساور برونزية مختلفة الأشكال وخاتم برونزي وقرط ذهبي بشكل حلقة رفيعة مغلقة و تعليقات من البرونز و أربعة أباريق من الفخار كاملة لكل منها عروة وهي مختلفة الأشكال.
يشار إلى أن فريق التنقيب في الدائرة أنهى أعمال الحفر والتنقيب في الموقع حيث تم توثيق كافة مراحل العمل بالصور والرسومات الهندسية وتحديد الموقع على المخطط العام للمدينة ويقوم فريق العمل حالياً بدراسة العناصر المعمارية واللقى إضافةً إلى التابوت البازلتي من خلال المقارنة ودراسة الكسر الفخارية لمعرفة التأريخ الدقيق لهذا المدفن.
شو بقي منها …………
شو بقي منها …………