الاحتلال الإسرائيلي يقصف جنوب لبنان بالمدفعية الثقيلة
في الوقت الذي هدأ فيه الجدل، ولو مؤقتاً، حول ملف التشكيل الحكومي، بعدما بلغت أزمة هذا الملف ذروتها باعتذار رئيس الحكومة المكلف، بينما ينتظر اللبنانيون الإعلان عن البدء باستشارات نيابية لتكليف رئيس حكومة جديد..
صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على جنوب لبنان وقصفت مدفعية الاحتلال الثقيلة قضاء صور وسط تحليق كثيف للطيران المروحي فوق مناطق واسعة من لبنان.
القصف المدفعي الثقيل حدث على دفعتين ـ كما قالت مصادر لبنانية ـ حيث سقطت ظهر أمس خمس قذائف من النوع البعيد المدى على محيط بلدتي القليلة والمعلية وذلك بعد القصف الأولي الذي استهدف المنطقة ذاتها بتسع قذائف.. ولم تشر المصادر إلى وقوع إصابات في الارواح أو أضرار مادية.
من جهتها ذكرت إذاعة النور اللبنانية استناداً إلى مصادرها أن القصف الإسرائيلي أصاب بساتين الموز والزيتون على طريق صور القليلة.. مضيفة إن المروحيات الإسرائيلية حلقت طويلاً فوق المنطقة بعد القصف المدفعي.. وقد رفع الجيش اللبناني حالة التأهب في صفوف قواته في المنطقة المواجهة للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعند الساعة الرابعة إلا ربعاً من ظهر أمس سمع دوي انفجارين في محيط منطقة صور، ليتبين لاحقاً أنه ناتج عن إطلاق صاروخين باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.. وكانت شهدت منذ الصباح حركة لافتة للآليات العسكرية وللدوريات المؤللة لجيش الاحتلال الإسرائيلي داخل مزارع شبعا والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفيما يتعلق بأزمة التشكيل الحكومي التي هدأ جمرها قليلاً دعت أطراف وشخصيات لبنانية عدة أبرزها العلامة محمد حسين فضل الله لاعتماد لغة الحوار والعقل لحل هذه الأزمة، وحذر فضل الله في خطبة الجمعة من رهان البعض على الخارج داعياً للعودة إلى رحاب الوطن ولاعتماد لغة العقل وترك لغة الانفعال التي لا تجلب إلا الكوارث.
من جهته رأى الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله أن الوضع في لبنان لن يستقيم إلا من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تراعي التوازن القائم لجميع الأطراف ووزنها السياسي والشعبي مؤكداً أن خصوصية التركيبة اللبنانية لا يصلحها إلا التوافق بين اللبنانيين ولفت إلى أهمية الحوار كطريق وحيد للحل مشدداً على تضامن المعارضة الوطنية مع بعضها بعضاً لدخول الحكومة مجتمعة رافضاً المشاركة غير المتوازنة الأمر الذي أكده الشيخ عبد الأمير قبلان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، مشدداً دعم مسيرة الوفاق الوطني وتشكيل حكومة الوحدة والشراكة الحقيقية محذراً من استمرار الخطر الإسرائيلي على لبنان.
بدوره قال الشيخ أحمد قبلان المفتي الجعفري الممتاز: إن لبنان لا يحكم إلا بالتوافق والشراكة الوطنية لمواجهة الاستحقاقات المصيرية والتحديات الكبيرة للحفاظ على وحدة البلد واستقراره.
إلى ذلك اعتبر الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر أن اعتماد الرئيس المكلف سعد الحريري على التشكيلة التي قدمها لرئيس الجمهورية هو مخالفة لكل الأعراف الدستورية والقانونية وقال: إن ترتيب البيت اللبناني يجب أن يكون تحت سقف قوة لبنان في مقاومته ودحره للعدو.
في السياق ذاته أكد النواب قاسم هاشم وإبراهيم كنعان وماريو عون من المعارضة أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المبنية على التوافق والتفاهم والشراكة الحقيقية يعد الحل الوحيد للخروج من الأزمة التي يعيشها لبنان حالياً.
من جهته دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الفرقاء اللبنانيين أمس إلى التحلي بالمسؤولية من أجل إزالة العقبات سريعاً من أمام تشكيل حكومة في البلاد.
كما أعرب كوشنير عن الأسف لتعذر تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان حتى الآن.
