التايمز: نهاية قطيعة 30 عاما بين طهران وواشنطن
مع تراجع تغطيات شؤون الشرق الاوسط والعالم العربي في الصحف البريطانية، اهتمت صحيفة التايمز بتطورات الاحداث على الساحة الايرانية، وخرجت بعنوان يقول: المحادثات بين الولايات المتحدة وايران تنهي ثلاثين عاما من القطيعة والمواجهة.
الصحيفة هنا تتحدث عن موافقة الرئيس الامريكي باراك اوباما على انطلاق اول محادثات رسمية بين مسؤولين حكوميين من طهران وواشنطن، منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ ثلاثين عاما.
وتقول الصحيفة ان موافقة الرئيس الامريكي جاءت حتى مع اعلان ايران رفضها التفاوض او المساومة على برنامجها النووي، وان اوباما اعطى توجيهاته بالجلوس مع مسؤولين ايرانيين وجها لوجه وبحضور البريطانيين والروس والصينيين ومسؤولين اوروبيين آخرين.
التايمز تقول ان القرار الامريكي جاء عقب تلميحات من موسكو تفيد بأن روسيا لن تدعم او توافق على اي قرارات جديدة من الامم المتحدة بتضييق الحصار على ايران بسبب برنامجها النووي.
وتذكّر الصحيفة بأن هذه هي اول محادثات رسمية بين الطرفين منذ عملية احتجاز الرهائن في السفارة الامريكية بطهران عام 1979.
حوار وانتقادات
الصحيفة تذكّر ايضا بتصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، التي تعهد فيها بالاستمرار بتخصيب اليورانيوم، الا ان الايرانيين عرضوا على الغرب في المقابل محادثات اوسع تشمل "التعاون والسلم والعدالة".
وتقول الصحيفة انه على الرغم من ترجيح المسؤولين الامريكيين بعدم حدوث تقدم ملموس في المحادثات المزمعة، لكن وزارة الخارجية الامريكي تسعى الى اختبار ما اذا كانت نوايا طهران في البدء بحوار، حقيقية.
وتشير التايمز الى ان قرار اوباما فتح قنوات الحوار مع الايرانيين، فتح ايضا باب الانتقادات من معارضيه وخصومه السياسيين من الحزب الجمهوري، الذين يقولون انه ليس حازما او صارما على نحو كاف مع طهران.
لكن الرئيس الامريكي، كما تقول الصحيفة، كان قد اعرب عن استعداده للتحاور مع اعداء الولايات المتحدة، حيث تبين الجمعة ان مسؤولا امريكيا رفيعا سيزور كوريا الشمالية للحديث حول برنامجها النووي.
دبي وازمة الاقتصاد
وفي التايمز ايضا نطالع عنوانا يقول: الازمة المالية العالمية توقف مشاريع عقارية ضخمة بعدة مليارات في دبي.
الصحيفة هنا تتحدث عن سلسلة الجزر الاصطناعية في ساحل دبي والتي من المفترض ان تكون ملاذا للاثرياء والمشاهير، تلك السلسلة التي تشبه خريطة العالم اذا نظر اليها من الفضاء الخارجي، واطلق عليها تسمية "العالم".
الا ان من اشترى عقارا في هذا المشروع العملاق لم يكن من المشاهير، بل كانوا مستثمرين عاديين دفع بعضهم 70 في المئة من قيمة العقار.
وتقول التايمز ان معظم هؤلاء من البريطانيين ذوي الاصول الهندية، وان ما حدث هو انتحار مستثمر اشترى العقارات التي تمثل خريطة ايرلندا في مشروع العالم، ولم يعد احد يأمل في استعادة استثماره بعد توقف المشروع او موته.
وتقول التايمز ان اعراض الازمة المالية العالمية تجلت فيما حدث ويحدث في دبي والامارات عموما، اذ توقفت مشاريع عقارية بلغ اجمالي قيمتها نحو 300 مليار دولار قبل ان تبدأ اسعار العقارات في الانهيار.
ويبدو، حسب التايمز، ان امارة ابوظبي الغنية بالنفط دخلت على الخط لمساعدة دبي المأزومة، فضخت قرابة عشرة مليارات دولار، وهناك عشرة مليارات اخرى ستضخ قريبا، والمرجح ان تضخ ابوظبي مزيدا من الاموال في المستقبل.
فيلم لبنان
ومن التايمز الى الجارديان التي خرجت بتغطية فوز فيلم المخرج الاسرائيلي صموئيل ماعوز وعنوانه "لبنان" على جائزة افضل فيلم في مهرجان البندقية (فينيسيا) السينمائي السبت.
ويتناول هذا الفيلم التجربة الشخصية التي مر بها المخرج الذي كان مجندا في الجيش الاسرائيلي، ومشاركته في الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982.
وتم تصوير جميع اجزاء الفيلم من خلال منظار الدبابة التي كان ماعوز احد افراد طاقمها خلال الغزو الذي تحول الى احتلال اجزاء واسعة من لبنان لمدة تزيد على 20 عاما.
العراق وقتل المثليين
وفي الاوبزيرفر نطالع تغطية عن العراق لكن من زاوية مختلفة، حيث تشرح الصحيفة تفاصيل عن كيفية استخدام جماعات اسلامية مسلحة في العراق الانترنت لملاحقة وتعذيب وقتل عراقيين مثليين.
وتشير الصحيفة الاسبوعية ان تلك الجماعات تنفذ خططها بقتل هؤلاء من خلال اختراق غرف الدردشة، وتقول ان هناك خشية من ان يكون المئات قد وقعوا في المصيدة المميتة لهذه الجماعات.
وتقول الاوبزيرفر ان احد اعضاء هذه الجماعات، وعمره 22 عاما، يقضي ساعات امام الكومبيوتر المحمول (اللابتوب) بحثا في الانترنت ليس عن اصدقاء، بل عن ضحايا جدد.
وتنقل الصحيفة عن هذا الشخص قوله انها اسهل طريقة "لملاحقة واصطياد هؤلاء الذين يدمرون الاسلام، والذي يريدون تلطيخ سمعتنا التي بنيناها عبر قرون من الزمن"، ويقول انه عندما يعثر عليهم يدبر امر مهاجمتهم وربما قتلهم ايضا.
الصحيفة تشير الى ان هذا الشخص، وهو خريج علوم تكنولوجيا الكومبيوتر، يعد في مقدمة موجة جديدة من العنف الذي يستهدف المثليين في العراق، وهي موجة يقودها اصوليون متطرفيون، ويعتقد انه وآخرين ربما كانوا مسؤولين عن مقتل اكثر من 130 مثليا في العراق منذ بداية هذا العام فقط.
وتنفرد الصحيفة بنقل تصريحات من نائب زعيم هذه الجماعة، ومقرها بغداد، قال فيها ان "الحيوانات تستحق الشفقة اكثر من هؤلاء القذرين الذين يمارسون افعالا جنسية فاحشة، ونحن نعمل على جعلهم يتوبون ويطلبون المغفرة من الله قبل ان يقتلوا".
وتقول الصحيفة ان العنف الموجه ضد المثليين في العراق يعد اختبارا آخر لمعرفة قدرة الحكومة على حماية الاقليات الاكثر عرضة للعنف، بعد انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية، وانسحابها الكامل المتوقع من العراق في عام 2011.
وتنقل الصحيفة عن الدكتور توبي دوج من جامعة لندن قوله انه يرى ان هذا النوع من العنف ربما كان نتيجة من نتائج نجاحات حكومة نوري المالكي.
ويعتقد الاكاديمي البريطاني انه بعد التحسن الملموس للامن في العراق، بدأت الجماعات التي كلفت مهاما امنية في التحول الى فرض نسختها من الاسلام المحافظ، بعد ان تولت الشرطة مهمات الامن في البلاد.